مقالة بعنوان ((سر بقاء ثورة الامام الحسين عليه السلام )).
يسأل الكثيرون : ماهوالسرالعجيب في بقاء ثورة الامام الحسين بن علي عليه السلام بالرغم مرور اربعة عشر قرنا من الثورة ، لماذا لم تنس كما نسيت الاف الثورات ؟ والجواب هنا ببساطة شديدة جدا لأنها ثورة لله ومن اجل البشرية ، خرج الامام الحسين ليقل كلمة حق في وجه سلطان جائر ، خرج ليحيي امة قد نامت ( كنومها الان ) ، ويوقظ ضميرا قد دخل في مرحلة السبات ، صدح بها امام الجميع (( اني لم اخرج اشرا و لا بطرا ، وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله )) ، هي ثورة نبعت من مبدأ ولم تكن مدفوعة بمصلحة ، هي ثورة قامت على القيم والتضحية والايثار والصبر والثبات ، الامام الحسين عليه السلام لم ينتصر بالسيف بل انتصر بالدم ، هو لم يفجر قصور الظالمين بل فجر ضمائر الاحرار لذلك قال غاندي كلمته المشهورة (( لقد علمني الحسين كيف اكون مظلوما فأنتصر )) . في كربلاء ، استشهد الحسين فكانت شهادته انتصارا خالدا ، استشهد عطشانا لكنه اروى الملايين من نبع دائم ، فلو كانت ثورة من اجل الدنيا لانتهت بموته لكنها كانت من اجل الحق فاستمرت بدموع العيون وصوت المنابر وسير الزائرين . كل مظلوم يرى في الحسين طريقه للخلاص ، هي ثورة تتجدد و تعيش في كل من يرفض ان يركع للباطل . عندما قال نبينا محمد صلى الله عليه واله وسلم (( حسين مني وانا من حسين )) فيها دلالة كبيرة على وحدة الرسالة الاسلامية وان الحسين استمرار لنور النبوه . كل مكان يقتل فيه برئ وتحاصر فيه الكلمة هو كربلاء وكل من يقول لا للظلم فهو حسيني ، جعل الحسين من موته حياة ، ومن ظمئه نهرا ومن غربته وطنا لكل غريب ، مااعظمها ان يكون الحسين امتدادا للنبي لا في الدم فقط بل في الرسالة والهدف والنهج . في يوم عاشوراء هنالك الكثير من المواقف التي تجسد معاني التضحية والجهاد في سبيل الحق و رفض الظلم ومن ابرزها (( الموت اولى من ركوب العار )) وكذلك (( اني لاارى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما )) ، وكأمتداد لهذه الثورة العظيمة كان لموقف السيدة زينب عليها السلام وخطبتها الشهيرة في مجلس الظالم يزيد ابن معاوية ( لعنه الله ) مكملا لهذه الثورة فوقفت بثبات امام الطاغية بالرغم من دخولها اسيرة بعد فقدان الحسين واهل بيتها عليها السلام ولم تظهر خوفا ولا ضعفا فقلبت المجلس بخطبتها الشهيرة وفضخت جرائمه وكشفت نفاقه فحولت الاسر الى منبر اعلامي وستبقى اعظم مثال للمرأة المؤمنة القوية التي تقول الحق ولوكانت اسيرة واعلنت بكل ثقة بان الدم سينتصر على السيف وان الثورة لن تموت عندما خاطبته ((فوالله لاتمحو ذكرنا ولاتميت وحينا )) فهاهو اسم الحسين يرفع كل عام و اسم الظالم يزيد يلعن في كل محفل .
