بوابة الزمن.. صورة جديدة لـ"ناسا" تثير الدهشة
منقول أثارت صورة جديدة التقطها التلسكوب جيمس ويب وكشفتها وكالة الفضاء والطيران الأميركية "ناسا"، اليوم الثلاثاء، دهشة واستغراب المتابعين.
وتواصل "ناسا" إزاحة الستار عن صور أخرى من التقاط التلسكوب جيمس ويب، وذلك بعد يوم من كشفها أعمق صورة ملونة بالكامل للكون. وخلال البث المباشر لوكالة الفضاء الأميركية، شدّت إحدى الصور الجديدة انتباه المتابعين، حيث تظهر نجما باهتا يرسل أمواجا من الغاز والغبار في جميع الاتجاهات. وكوّنت الغبار مشهدا يشبه البوابات الزمنية، التي اشتهرت في بعض الأفلام، وتخصص للسفر عبر الأزمنة. وعلّق متابعون على الصورة بالقول إن "السفر عبر الزمن يعتبر من الخيال، لكن هذا المشهد جعله يبدو حقيقيا، خاصة مع وجود نجم باهت في الوسط". وقالت "ناسا" إن الصورة تعود للسديم الكوكبي، المصنف باسم "NGC 3132"، والمعروف بشكل غير رسمي باسم سديم الحلقة الجنوبية، والذي يبعد بنحو 2500 سنة ضوئية. تكلفت صناعة التلسكوب "جيمس ويب" 10 مليارات دولار حقائق مثيرة.. ماذا يمكن أن تخبرنا صورة التلسكوب باختصار.. يمكن أن تخبرنا الصورة التي التقطها، التلسكوب جيمس ويب، الكثير عن الكون والبشرية في الوقت نفسه. لكن كيف؟ ذكر تقرير لموقع ذي أتلانتيك الإخباري الأميركي أن من بين الأمور، التي تخبرنا به الصورة التي أرسلها تلسكوب "جيمس ويب"، هو نجاح المشروع، فالأموال التي أنفقت على المشروع لم تذهب هدرا، وبلغت 10 مليارات دولار على مدار 25 عاما. وكانت وكالة الفضاء والطيران الأميركية "ناسا" نشرت، الاثنين، صورة تحمل تفصيلا أكثر للكون، مقارنة بالصورة التي التقطها التلسكوب السابق "هابل". وتشارك في المشروع بالإضافة إلى وكالة "ناسا" وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية. وذكر الموقع الأميركي أن الأمر الأكثر أهمية من كون الصورة الجميلة، هو أنها صورة تعطي نظرة جديدة تماما للكون. وينظر إلى التلسكوب "جيمس ويب" على أنه الأقوى في مجال علوم الفضاء على الإطلاق، وجرى إطلاقه إلى الفضاء في أواخر ديسمبر 2021، والآن يبتعد عن الأرض مسافة مليون ميل. وأوضح أن الأضواء الموجودة في المقدمة قادمة غادرت مجراتها قبل 4.6 مليار سنة، والضوء القادم من المجرات الموجودة في الخلف قطعت عمرا أكبر بالتأكيد، وهذه كله جرى التقاطه بتفاصيل غير مسبوقة بواسطة أقوى تلسكوب في التاريخ، مما يجعل هذه الصورة من أعمق صور الكون وأكثرها دقة تلتقطها البشرية للكون على الإطلاق. المهمة نجحت وذكر الموقع: "إن وكالات الفضاء تهتف صوب الجمهور.. انظروا، إن هذا التلسكوب الفضاء الذي كلّف 10 مليارات دولار وأمضينا 25 عاما في بنائه ناجح شكل جميل". وصمم التلسكوب لرصد أجرام سماوية ضوؤها أقل من تلك التي كان يرصدها "هابل" بنحو 100 مرة. وكان أكثر ما أثار دهشة علماء الفلك في الصورة أنها لم تكن أقصى ما لدى التلسكوب، وكانت بحالة جيدة، مما جعلهم يدركون أن هناك شيئا استثنائيا في قدرات التلسكوب، وبالتالي قدرات البشر. خلف ستارة الغبار والغاز في هذه "المنحدرات الكونية" توجد نجوم حديثة الولادة (مخفية سابقا) ، تم الكشف عنها الآن بواسطة تلسكوب Webb . إنها صورة #فريدة خاصة بسديم كارينا بكل مجده: nasa.gov/webbfirstimages/ يمنحنا عرض Webb الجديد نظرة خاطفة نادرة على النجوم في مراحل تكوينها المبكرة والسريعة. بالنسبة للنجم الفردي، تدوم هذه الفترة حوالي 50000 إلى 100000 عام فقط. وتعتبر كل صورة جرم سماوي يستطيع "جيمس ويب" الحصول عليها جزءا من الحقل الشديد العمق في الكون (صورة لبقعة في الكون تستخدم لرصد الأجسام ذات الألوان الباهتة). ويعتبر مجال الحقول العميقة تخصص جديد نوعا ما، فقبل إطلاق التلسكوب هابل في تسعينيات القرن الماضي، كان علم الفلك يقوم على النحو التالي: اختر نجما أو مجرة أو أي جرم سماوي آخر تريد دراسته، وبعدها صوّب التلسكوب نحوه. وتقول عالمة الفلك في جامعة تكساس، كايتلين كيسي: "لن تأخذ التلسكوب وتوجهه إلى بقعة فارغة من السماء، لأن ذلك سيكون مضيعة لوقت التلسكوب"، وحديث كيسي جاء في إطار كشف التغيرات التي حدثت بفعل التلسكوبات الحديثة. وكان من بين متبعي الطريقة القديمة عالم الفلك، بوب ويليامز، عام 1995، إذ قرر حينها أن يوجه التلسكوب نحو الفراغ في الفضاء. وأعرب عن اعتقاده أنه إذا استمر على هذا الحال لعدة ساعات متتالية، فإن التلسكوب سيجد شيئا مثيرا، وكلما طالت مدة تحديق التلسكوب في اتجاه واحد فإنه سيرصد مزيدا من الأضواء. وكان حدسه صحيحاً، حيث أدى ذلك الأمر إلى اكتشف أكثر من 3 آلاف مجرة عمرها يعود إلى آلاف السنين، لكن هذا الأمر تغير. رصد الضوء الخافت ومع مرور السنين، وصل التلسكوب "هابل" إلى حده الأقصى، فعمره حاليا يبلغ 32 عاما، ولن يستطيع رصد كواكب ونجوم أبعد مما رصد في الماضي، عن طريق الأشعة فوق البنفسجية مع مقدار ضئيل من الأشعة فوق الحمراء. أما التلسكوب الجديد فيرصد الأشعة فوق الحمراء بشكل كبير، علما بأن أضواء الأجرام السماوية تسافر عبر الفضاء لمسافة طويلة وتصل الأرض على شكل أشعة تحت الحمراء، مما يعني أن التلسكوب الحديث سيعطي نظرة أكثر عمقا للكون.
ياللعَظمة سبحان الله جلّ وعلا