كلية العلوم | جامعة ديالى
المقال العلمي الاسبوعي
ألزَهايمَر
بقلم كل من الدكتور مثنى عبد القادر المهداوي والدكتورة صبا هادي الدايني التدريسين في قسم علوم الحياة/كلية العلوم / جامعة ديالى |
ألزَهايمَر داء يصيب المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته علي التركيز والتعلم، وقد يتطور ليحدث تغييرات في شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية أو قد يصاب بالهلوسة أو بحالات من الجنون المؤقت. والداء مسمى على اسم العالم الألماني (Aloysius Alzheimer ) الذي وصفه. ولا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض الخطير إلا أن الأبحاث في هذا المجال تتقدم من عام لآخر. كما أثبتت الأبحاث أن العناية بالمريض والوقوف بجانبه تؤدي إلي أفضل النتائج مع الأدوية المتاحة.
وقد وصف مكتشف المرض وجود رقع أو لويحات plaques حول خلايا المخ، وتشابكات أو كتل tangles داخل خلايا المخ عند الفحص المجهري لانسجة المخ، وما زال هذا الوصف حتى الان كأنه السمة اللميزة لهذا المرض. اللويحات تتكون من بروتين موجود في المخ يسمى بيتا أميلويد Beta-amyloid، بينما تتكون الكتل داخل الخلايا العصبية كخيوط ملتوية بفعل تشوه يصيب بروتينا آخر يسمى تو Tau، وقد لاحظ العلماء أن هذه البروتينات تزداد ضمن نظام معين- حيث تبدأ بالتواجد بمناطق المخ المسئولة عن الذاكرة والتعلم ثم بقية المناطق كلما تقدمنا في العمر- ولكنها تكون أكثر بكثير عند مرضى الزهايمر، والعلماء لم يتوصلوا لتحديد دور هذه البروتينات ولكن يعتقد أنها تمنع توصيل الإشارات بين الخلايا العصبية وتعرقل الأنشطة اللازمة لاستمرار حياة الخلية. وما هو مؤكد لدي العلماء أن ظهور المرض يسبقته عملية موت وتحلل طويلة – تمد لسنوات – لخلايا المخ التي تقوم بحفظ المعلومات واسترجاعها. وبموت الخلايا العصبية، يتقلص المخ ويحدث به ضمور، ويفقد شكله المتجعد. وتبين الصور أسفل قطاع لمخ طبيعي لليمين ثم قطاع لحالة الزهيمر بسيطة ثم قطاع لحالة شديدة
- أسباب المـــرض :
لم يتمكن العلماء من التعرف حتى الآن علي سبب واضح ومباشر لهذا المرض، و لكن نتيجة للأبحاث المستمرة لما يقرب من 15 عاما تمكنوا من التعرف علي مجموعة من العوامل التي من الممكن أن تتضافر لتؤدي في النهاية إلى مرض الزهايمر.
- لوحظ أن بعض الذرات الموجودة في الذهب تتسلل من خلال جلد الإنسان إلى الدم، وهذا ما يعرف باسم “هجرة الذهب” عند الفيزيائيين، حيث أن أغلب من يعانون من هذا المرض عندهم نسبة عالية من الذهب في الدم والبول.
- التقدم بالعمر: وهو أكثر العوامل المشجعة لظهور المرض، حيث أن غالبية المرضي يصابون به بعد سن الخامسة و الستين، و تزداد فرصة المرض بنسبة الضعف كل خمسة أعوام تالية لهذا السن حتى تصل إلى نسبة 50% عند سن 85
- العوامل الوراثية: حيث أن فرصة حدوث المرض تزيد عند الذين أصيب أحد والديهم أو أجدادهم بهذا المرض مقارنة بالأشخاص الطبيعين.
- لأمراض التي تؤثر علي الأوعية الدموية الموجودة في المخ.
- إصابات الرأس الخطيرة تزيد من فرص الإصابة بالمرض .
- أعراض وعلامات مرض الزهايمر:-
في الشخص السليم تنتقل الإشارة العصبية خلال الخلايا العصبية السليمة ومن خلية إلى أخرى من خلال الموصلات العصبية الكيمائية. بينما في مرض الزهايمر فإن مناطق من نسيج المخ يحدث بها تلف وبالتالي فإن بعض الإشارات لا تصل مما يسبب ظهور أعراض المرض.
وتبدأ الأعراض بتناقص في الذاكرة مع عدم القدرة على القيام بالوظائف اليومية ثم اضطراب في الحكم على الأشياء وأحيانا التوهان وأيضا بعض التغيرات في الكلام (مثل صعوبة استدعاء الكلمة مع القدرة على ترديدها وإدراك معناها والفقدان المتزايد للقدرة على الكلام progressive aphasia. و الصورة لأسفل على اليمين تبين مواقع مراكز الذاكرة واللغة بقطاع في المخ والتي تتأثر بالمرض بالمقارنة إلى قطاع في الشخص السليم إلى اليسار.
كما تحدث بعض التغيرات في الشخصية وهذه التغيرات تختلف في سرعة ظهورها وتقدمها من شخص لآخر، ويفقد المصابون بالزهايمر القدرة على التعرف على الأماكن، أو من يحبونهم، ولا يستطيعون الاهتمام بأنفسهم. يستمر المرض بين ثمانية إلى عشر سنوات، بالرغم من أن بعض المصابين به قد يموتون في مرحلة مبكرة، أو قد يعيشون لفترة 20 عاما وفى العادة فإن الأطباء يتحدثون مع المريض للتعرف والتأكد من وجود خلل في الإدراك cognitive impairment أو تغيرات في الكلام language dysfunction، ويتحدثون كذلك مع الملاصقين للمريض كما يهتمون بالتعرف على أي خلل بالذاكرة و المشاكل المتعلقة بالنشاط اليومي مثل الطبخ والتنظيف والتصرف في النقود و الضياع و الحيرة أو تشوش الذهن و العناية بالأمور الشخصية. ويعتبر هذا المرض أكثر الأسباب شيوعا للإصابة بخلل عقلي شديد dementia ويسبب خللا شديدا بالإدراك والتصرفات مما يؤثر على التواصل الاجتماعي وقدرات العمل
- تشخيص مرض الزهايمر
يعتمد التشخيص على الأعراض والعلامات. وقد يحتاج الأطباء لبعض التحاليل المختبريه. كما يطلب الأطباء صور الأشعة المقطعية وصور الرنين المغناطيسي للمخ brain MRIs or CT scans والتي تظهر ضمور المخ في هذه الحالات ( والأشكال من أليمين إلى أليسار تبين صور الأشعة للمخ الطبيعي ثم إصابة خفيفة بالالزهايمر ثم إصابة متوسطة إلى إصابة شديدة.
- العـــــــــــــلاج
لا يوجد علاج شافٍ من مرض ألزهايمر، وتقوم الأدوية المتوفرة حالياً على تبطأته، وتخفيف علاماته وأعراضه، والمُساعدة على منع تطور بعض أعراضه نحو الأسوأ وذلك لمدة محدودة عند المرضى في المراحل المُبكرة والمتوسطة ويتضمن العلاج الأدوية التالية:
- مُثبطات الكولين إيستيريزCholinesterase inhibitors: تتضمن هذه المجموعة donepezil, Aricept & Ograve, rivastigmine, Exelon & Ograve, galantamine, Razadyne & Ograve; تعمل هذه الأدوية على تحسين مستوى النقل العصبي في الدماغ. مؤخراً، أصبح Aricept & Ograve أول دواء تُصادق عليه إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA لمعالجة المرحلة المُتقدمة من مرض ألزهايمر. يعتقد الباحثون بأن تأخير أو تبطيء مرض ألزهايمر يُعتبر خطوة هامة في محاربته. كما صادقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على دواء الميمانتين (ناميندا Namenda & Ograve في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2003، وهو الدواء الوحيد المُخصص لعلاج المراحل المتوسطة إلى الحادة من المرض، ويبدو بأنّ هذا الدواء يعمل على تأخير فقدان القدرة على القيام بالمهارات الحياتية اليومية، وهو يعمل على حماية خلايا الدماغ من الضرر الذي يُسببه الناقل العصبي glutamate.
- الأدوية التي تتحكم في الأعراض السلوكية Behavioral Symptoms Control Medications: تُساعد بعض الأدوية على التحكم بالأعراض السلوكية المُصاحبة لمرض ألزهايمر كعدم القدرة على النوم، والهيجان، والضياع، والقلق، والاكتئاب. إن مُعالجة هذه الأعراض يريح المرضى ويُسهل عمل من يرعاهم.
هناك عدة أدوية عشبية وبعض المُكملات الغذائية كعلاجات فعّالة لمرض ألزهايمر، مثل المرافق الأنزيمي كيو10 Coenzyme Q10 أو ابيكوينون Ubiquinone، والجينكو بيلوباGinkgo biloba ، والحموض الشحمية أوميغا- 3Omega-3 ، والهيوبيرزين أ) Huperzine A مستخلص طحلبي صيني)، الكالسيوم المرجاني Coral calcium )مُستخلص من المرجان(، فوسفاتدايل سيرينPhosphatidylserine. . على الرغم من القيمة العلاجية الكبيرة التي تملكها العلاجات المذكورة، فإن كثيراً من القلق موجود حول استعمالها كعلاج بديل للأدوية العادية التي يصفها الطبيب أو إضافة إليها، وذلك لعدم تحديد فعّاليتها العلاجية، ونقاؤها، ومدى سلامتها، والأعراض الجانبية الناتجة عنها وتفاعلاتها مع الأدوية العادية. لا سبيل للوقاية أو لتأخير بداية مرض ألزهايمر في الوقت الراهن. يأمل العلماء في تطوير لُقاح ضده، ويطمحون لإيجاد طريقة للتقليل من خطره. أن مراعاة الحالة النفسية للمريض تسهم في العلاج بجانب العلاج الدوائي وتعد البيئة الشرقية التي تكتنف المريض بالحب من أهم طرق العلاج الطبي, والعلاج غير الدوائي موجود في بلادنا فمثلا :
- دخول الشمس للغرف صباحاً.
- الإضاءة الجيدة تهديء من روع المريض.
- الطبطبة وتدليك اليد بالزيوت العطرة يحسن من نفسية المريض.
- الجلوس معه ومشاهدة الصور القديمة وسماع الأغاني القديمة التي يحبها تحسن من ذاكرته أيضاً وزيارة الأحباب والأصحاب والعائلة بأنتظام كذلك.
- ممارسة الرياضة بشكل منتظم والمشاركة في الأنشطة التي تحفز العقل.
- اتباع نظام غذائي صحي متوازن يساعد في الحفاظ على الصحة الجيدة عموماً.
واخير للراغبين في مزيد من المعلومات يمكنهم الرجوع للمصادر التاليه:-
Brookmeyer R., Gray S., Kawas C.( 1998). Projections of Alzheimer’s Disease in the United States and the Public Health Impact of Delaying Disease Onset. American Journal of Public Health. (9) 88; 42-1337. doi:10.2105/AJPH.88.9.1337. PMID 9736873..
Alzheimer’s disease, medline plus . Available at www.nlm.nih.gov/edlineplus/ency/article /000760. htm.
Alzheimer’s disease, Cleveland clinic. Available at www.clevelandclinicmeded.com.
والى اللقاء في مقال أخر أن شاء الله……