كلية العلوم بجامعة ديالى تقيم الندوة العلمية الموسومة (مفهوم الارهاب الفكري والتطرف المذهبي اشكاله وممارساته وسبل مواجهته).
أقامت شعبة الشؤون العلمية بالتعاون مع لجنة حقوق الانسان ومع مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في المحافظة وشعبة الأنشطة الطلابية ووحدة الإرشاد والتوجيه التربوي في الكلية الندوة العلمية الموسومة (مفهوم الارهاب الفكري والتطرف المذهبي اشكاله وممارساته وسبل مواجهته) حاضر فيها كل من الأستاذ المساعد عثمان كهلان و المدرس المساعد هيثم رائد والمدرس المساعد كمال صبار أقيمت على قاعة المناقشات في قسم علوم الحياة. تناولت الندوة تعريف الإرهاب وهو مشكلة عالمية تؤرق الكثيرين، في الوقت الذي لا بد فيه من السعي لحل هذه المشكلة، وإن ظاهرة الإرهاب ظاهرة غريبة عن الدين الإسلامي وخارجه عن طريقه، ومغايرة لمنهجه، فضلا عن أنها تؤدي إلى إزهاق الأرواح البريئة، وتخريب مقدرات الأمة، وتدمير الممتلكات والمكتسبات، ونشر الشائعات، وإخافة الآمنين، وزعزعة الاستقرار، كل هذا وغيره, يجعل مواجهة ظاهرة الإرهاب، والتصدي لها، واجب على الأمة، كل حسب قدرته، وإمكانياته، ومن هذا المنطلق أدركنا أهمية المشاركة في هذه المواجهة والمعالجة؛ لغرض إبراز وإيضاح مفهوم الارهاب وأسبابه وطرق واساليب معالجته. والإرهاب هو العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيا على الإنسان في دينه، أو دمه أو عرضه أو عقله، أو مآله، ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد، والقتل بغير حق، وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد تنفيذًا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم للخطر. وقد بين محاضري الندوة مفهوم الارهاب الفكري والتطرف واهم اسبابه التي قد تكون دينية وعقائدية أو نفسية أو سياسية أو اقتصادية أو تبعية أو استعمارية. واهم الاساليب الصحيحة لمعالجته من خلال دعم المؤسسات الامنية والتعاون معها بالجهد الاستخباري ونشر لغة الحوار والتسامح والوسطية وتقبل الفرد الاخر، وعدم المساس بحريات الاخرين واحترام عقائد وديانات وتقاليد الافراد داخل المجتمع وحماية النسيج الاجتماعي للدولة والتعايش السلمي ونشر المحبة والسلام وتفعيل دور المواطنة الصالحة، والعمل على نشر مبدأ تكافئ الفرص للعمل والتوظيف داخل الدول واحترام القانون. وتوصلت الندوة الى عدد من توصيات أهمها إن دين الإسلام دين الوسطية، دين الاعتدال، دين الاستقامة، فلا غلو ولا إرهاب ولا تطرف؛ وسطية الإسلام شاملة جامعة لكل أمور الدين والدنيا والآخرة، بل إنها وجه من وجوه الإعجاز فيه وصلاحيته لكل زمان ومكان. يجب حماية المجتمع من خطر التطرف والارهاب ووضع خطط بعيدة الامد للتصدي لهذه الظاهرة؛ إذ يعد الإرهاب ظاهرة دولية معقدة، وخطيرة تواجه الشعوب والحكومات، ويقوض دعائم الأمن والاستقرار ويعطل مشروعات التنمية، ويسبب أضراراً فادحة على كل المستويات إن تعدد وتنوع الاتجاهات التي تضمنت دراسة أسباب ظاهرة الإرهاب، اتفقت بأن ظاهرة الإرهاب مركبة معقدة، ولها أسباب كثيرة ومتداخلة، ومتنوعة، وإن العنف والإرهاب ظاهرة خطيرة باتت تهدد الأمم والشعوب كلها، دون استثناء. أن التخلص من العنف والإرهاب والتقليص من أتساعه، وتحجيمه لا يمكن إلا من خلال الوقوف الجاد من معالجة شاملة للأوضاع السياسية السائدة، وتمكين المؤهلين من المشاركة بالرأي بضوابط، وإصلاح الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تغلق الطريق أمام المزايدين على مصلحة الأمة، فرداً وجماعة. ان الحكم الشرعي للعنف والإرهاب واضح جدًا، فلا يجوز عقلًا ولا شرعًا إرهاب الآمنين وإرعابهم، وقطع الطريق عليهم وإخافة الناس، حتى ولو كان التخويف على سبيل المزاح.