حلقة نقاشية في كلية العلوم بعنوان (الزواج المبكر وتأثيره الاجتماعي والنفسي).
أقام قسم التقانة الاحيائية حلقة نقاشية بعنوان (الزواج المبكر تاثيراته النفسية والاجتماعية) والقيت من قبل كل من د. اثمار عدنان حكمان وم.م ضحى فرحان نصر الله تناولت الحلقة تسليط الضوء على ان الزواج يعد واحدا من اهم النظم الأجتماعية الذي من خلاله تتشكل النواة الرئيسية والأساسية للمجتمع الأنساني ( الأسرة) ، وهو احد الوسائل التي يقرها المجتمع لتنظيم العلاقات ألأجتماعية وفي انجاب ألأطفال. تعرض الزواج الى بعض التغيرات نتيجة لما تعرض له المجتمع من تحولات اجتماعية واقتصادية وديموغرافية حيث أدت التحولات الى حدوث تغيرات ملحوظة منها ظهور الزواج المبكر والذي لاقى رواجا في المجتمع العراقي بعد عام 2003 ، ويعود السبب في انتشاره الى الظروف التي مر بها المجتمع متمثلا بتنامي النزاعات والصراعات والحروب وأزمات اللجوء والهجر وألأزمات السياسية وألأقتصادية فضلا عن سوء الحالة المادية لأغلب الأسر ، والفقر، والعادات والتقاليد العشائرية وغيرها. وتشير احصائيات منظمة ألأمم المتحدة للطفولة ( اليونسيف) لعام 2012 الى ان عدد الفتيات اللواتي تزوجن او ارتبطن قصد الزواج قبل سن 18 سنة حوالي (400) مليون أمرأة ، وان معدل زيجات الفتيات دون سن 18 سنة في البلدان النامية حسب صندوق الأمم المتحدة للسكان يقدر بفتاة واحدة من بين ثلاث فتيات ومعظمهن من ذوي الدخل المحدود ويعشن في اوساط ريفية وفي فقر شديد حيث يمكن للزواج المبكر أن يزيد من مخاطر الحمل ومضاعفات الولادة بالنسبة للفتيات لأن أجسادهن ليست مهيأة بشكل كامل للولادة، يمكن أن يؤدي الزواج المبكر إلى زيادة مخاطر وفيات الأمهات والأطفال والولادات المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة والمضاعفات أثناء الولادة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للزواج المبكر أن يحد من وصول الفتيات إلى الرعاية الصحية والمعلومات حول الصحة الإنجابية، مما قد يزيد من تعرضهن للأمراض المنقولة عن طريق الاتصال الجنسي والمخاوف الصحية الأخرى. الأهم من ذلك، أنه يحد من فرصهم التعليمية، قد مما قد يؤذي الى معاناة كل من الفتيات والفتيان من الإجهاد والقلق والسلوكيات السلبية مثل تعاطي المخدرات. تكمن الخطورة في العوائق الطبية التي تمنع الزواج المبكر وخاصة في المراحل العمرية دون سن الثامنة عشرة ، أي ما بين سن 12-18 سنة، ولا يعني ان بلوغ الفتاة (الطمث) في سن مبكرة يؤهلها للزواج بهذا السن الطفولي ، فمعظم الأجهزة التناسلية وخاصة الرحم وحجمه الصغير في هذه الاعمار الذي لا يتناسب مع حجم الجنين ونموه الكبير في الأشهر الأخيرة من اكمل، لذلك نرى حدوث وفيات كثيرة اثناء عملية الوضع وذلك لقلة الوعي لدى الام الصغيرة، وحالات النزف الشديد من جراء تمزق الرحم والذي يؤدي بحياتها. اضافة الى ضيق حجم الحوض عند الام الصغيرة وهذا ايضاً في الغالب يؤدي الى وفاة الام والجنين اثناء الوضع لذلك نحث دائماً على مراجعة الفتيات المتزوجات الصغيرات عيادة الطبيبة المختصة والاشراف على حالتها في الاقل كل شهر مرة في الحالات الاعتيادية وفي أي وقت في حالة شعورها بأي طارئ غير طبيعي، كما اننا لا نشجع الولادات داخل المنازل لان هناك حالات كثيرة قد تحتاج فيها الام الصغيرة لاجراء العملية (القيصرية) وانقاذ حياتها.