كلية العلوم بجامعة ديالى تقيم الندوة العلمية الموسومة (مخاطر العنف ضد الأسرة والاطفال وعواقبه على الفرد والمجتمع) ).
أقامت شعبة الشؤون العلمية بالتعاون مع لجنة حقوق الانسان ووحدة الإرشاد والتوجيه التربوي وشعبة الانشطة الطلابية في الكلية الندوة العلمية الموسومة (مخاطر العنف ضد الاسرة والاطفال وعواقبه على الفرد والمجتمع). تضمنت الندوة ثلاثة محاور, المحور الاول: تحدث فيه المدرس الدكتور نهاد خليل ابراهيم عن هذه الظاهرة التي تُهدد البناء السليم للأسرة؛ وهي ظاهرة العنف، والتي تُعد من أكثر الظواهر الاجتماعية التي اثارة اهتمام العديد من الباحثين لإجراء البحوث المتعلقة بدوافع هذه المشكلة وأسبابها وأضرارها على الفرد والمجتمع، فأضرار العنف الواقع على الأطفال من قبل الوالدين أو أحدهما عديدة منها؛ التقصير الدراسي والهروب من المنزل أو الانتحار أو الصدمة العقلية أحياناً، وكذلك العنف ضد الزوجة او الوالدين او الاولاد او احد افراد المجتمع. وتحدث ايضاً عن مسؤولية الزوج تجاه زوجته واسرته، ومسؤولية الزوجة تجاه زوجها واسرتها وقد شدد الإسلام على نبذ العنف ضد الأطفال في العائلة. فعن النبي صل الله عليه واله وسلم قال:(عليك بالرفق وإياك والعنف والفحش) وقوله (صل الله عليه واله وسلم): (علموا ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنِف). وقوله (صل الله عليه واله وسلم): (إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه).، وكذلك مسؤولية الابناء تجاه ابائهم والعمل بقوله تعالى:﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ [ الإسراء، 23]. والعمل وفق تعاليم الدين الإسلام والتي تؤكد على نبذ العنف داخل الأسرة و ضد افرد المجتمع بكافة أشكاله. المحور الثاني: تحدث فيه عن تعريف العنف وماهي اسباب استخدام العنف. تعريفهُ هو استخدام القوة المادية والمعنوية لإلحاق الأذى بالآخر استخداماً غير مشروع. وإن العنف الأسري يشمل عنف الزوج تجاه زوجته، وعنف الزوجة تجاه زوجها وعنف الوالدين تجاه أولادهما وبالعكس، كما أنه يشمل العنف الجسدي والجنسي واللفظي بالتهديد، والعنف الاجتماعي والفكري. ومن اسباب استخدام العنف ضد الاخرين هي: ضعف الوازع الديني والأخلاقي وسوء الفهم، والتربية والنشأة في بيئة عنيفة في تعاملها، غياب ثقافة الحوار والتشاور داخل الأسرة، سوء الاختيار وعدم الانسجام بين الزوجين في مختلف جوانب الحياة التربوية والتعليمية والاجتماعية والفكرية والبيئية، ظروف المعيشة الصعبة كالفقر والبطالة، وان العنف الأسري يُرتب آثاراً خطيرة على الزوجين والأولاد والمجتمع. اما المحور الثالث: فتحدث فيه الاستاذ المساعد عثمان كهلان فرحان عن وصف العلاقة الطبيعية المفترضة بين أركان هذه الأسرة نظراً لكون الأسرة نواة المجتمع فإن أي تهديد سيوجه نحوها من خلال العنف الأسري- سيقود بالنهاية، إلى تهديد كيان المجتمع بأسره. قــــال تعالـــى ( وَإِذَ أَخَذَ اللّه مِيَثاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَیِّنُنَّه لِلنَّاسِ ولا تكتمونه ) الانعام 82. منها: 1- الحب والمودة: إن هذا النهج وإن كان مشتركاً بين كل أفراد العائلة إلا أن مسؤولية هذا الأمر تقع بالدرجة الأولى على المرأة فهي بحكم التركيبة العاطفية تُعد العضو الأسري الأكثر قدرة على شحن الجو العائلي بالحب والمودة. 2- التعاون: وهذا التعاون يشمل شؤون الحياة المختلفة، وتدبير أمور البيت، وهذا الجانب يتطلب تضحية وعطاء أكثر من جانب الزوج. 3 – الاحترام المتبادل بين افراد الاسرة: احترام أعضاء الأسرة لبعضهم البعض. وتحدث ايضاً عن العنف ضد الزوجة في الأسرة وبين حرص الإسلام على كرامة المرأة زوجةً كما حرص عليها بنتاً، وقد تجلى هذا التكريم في أمور عدة ، منها : أ- جعل الزوجة الصالحة من أسباب السعادة في الحياة الدنيا ، فقد ورد عن رسول الله(صلى اله عليه واله وسلم)قوله:( ثلاثة من السعادة ، وثلاثة من الشقاء ، فمن السعادة المرأة الصالحة تراها فتعجبك وتغيب عنها فتأمنها على نفسها ومالك .( ب- الحرص على ترك الحرية للمرأة في اختيار الزوج التي تحب ويميل معه هواها، فلم يرغمها الإسلام على أن تعيش مع من لا تحب وتهوى . وهذا أمر شدد عليه رسول الله عندما قال : ( لا تنكح الثيِّب حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن، وإذنها الصموت) . ج- الوصية بحسن معاملة الأزواج لزوجاتهم بحيث تكون العلاقة بينهم علاقة مودة ورحمة وليست علاقة استبداد وظلم ، قال عليه الصلاة والسلام مبيناً هذا المعنى: (خيركم خيركم لأهله وانا خيركم لأهلي).