كلية العلوم بجامعة ديالى تقيم ورشة عمل حول السيكارة الألكترونية
أضيف بواسطة : عبد الله سامر | #ورش_عمل |
اشتملت الورشة التي القاها الأستاذ المساعد الدكتور جمال مصطفى عباس التدريسي في قسم علوم الحاسوب على اربعة محاور رئيسية , تضمن المحور الأول نبذة ناريخية عن ظهور السيكارة الألكترونية لأول مرة في الصين عام 2003 من خلال فكرة تبخير محلول البروبيلين جليكول باستخدام الموجات الفوق صوتية المنتجة عن طريق جهاز كهروضغطي. وظهرت في السوق الصينية في مايس 2004 كبديل ومساعد للإقلاع عن التدخين و انتشرت هذه السيجارة في بقية بلدان العالم مثل النار في الهشيم و خصوصا بين فئة الشباب و المراهقين لما تحتويه من نكهات مغرية و اشكال و انواع عديدة و جذابة.
و تطرق المحور الثاني الى مكونات السيكارة الألكترونية و التي تشمل انبوب الفم و مصباح صغير للاضاءة لكي تعطي الإحساس وكأن المدخن يمسك سيجارة عادية اضافة الى بطارية للشحن التي تنتج جهد كهربي ما بين 3 فولت الى 6 فولت بالاضافة الى عامل التسخين هو عبارة عن سلك لولبي يستمد الحرارة من البطارية و يسخن السائل الالكتروني الى حوالي 200 درجة مئوية ليحوله إلى بخار و كذلك مستشعر للزفير يساعد على تشغيل البطارية تلقائياً، اضافة الى فلتر التنقية و الجزء الاخير هو المحلول الإلكتروني (e-liquid) و يتكون بشكل رئيسي من الجلسرين النباتي VG والبروبيلين جليكول PG مع/أو PEG400 أو ماء مقطر أو الكحول الإيثيلي أو غيرها من المذيبات و المُحليات ونكهات اصطناعية أو طبيعية و التي وصلت الى اكثر من 5000 نكهة مختلفة متوفرة حاليا.
اما المحور الثالث فتطرق الى انواع السكائر الألكترونية و مبدأ عملها حيث شملت انواعها المختلفة و المتاحة حاليا في اغلب اسواق العالم الى اربعة انواع رئيسية و هي السكائر ذات التصميم الصغير الشبيه بالسجائر التقليدية من حيث الشكل (mini or AKA) و السكائر ذات الاستخدام الواحد (disposable) و هي شبيهة بالنوع الاول لكن لا يمكن اعادة شحنها و استبدال علبة الخزان فيها ويتم رميها بعد الأنتهاء منها و النوع الثالث السكائر ذات الحجم المتوسط ( eGo ) وهي التي يتم فيها تعبئة المحلول فقط دون استبدال علبة الخزان. و النوع الاخير هو السكائر القابلة للتعديل ( APVs or Mods ) و في هذا النوع المتقدم تباع كل من البطارية وعلبة الخزان على حده ويمكن استبدال القطع على حسب الرغبة.
و بين المحور الاخير من ورشة العمل اضرار و (مزايا) السيكارة الألكترونية بالمقارنة مع السيكارة الأعتيادية حيث بينت منظمة الصحة العالمية أن المتاجرين بهذه السجائر استخدموا بعض الوسائل غير المشروعة للترويج لمنتوجهم و بينت إنه من الخطأ اعتبار السيكارة الإلكترونية وسيلة اساسية و ناجعة للتوقف عن التدخين اضافة الى إمكانية أن تكون السوائل المستخدمة فيها عالية التسمم. وعلى الرغم من أن الدراسات اشارة الى ان ثمة "أدلة" على أن السكائر الإلكترونية نجحت الى حد ما في مساعدة البعض على الإقلاع عن التدخين الا انه من الخطأ اعتبارها وسيلة ناجحة و فعالة للتوقف عن التدخين و لاتزال تشكل خطرا على الصحة و تحتوي على الكثير من السلبيات من اهمها احتواء بعضها على النيكوتين وهو مادة ضارة لجسم الانسان و بعضها يحتوي على الكحول الإيثيلي و يوجد خلاف حول الحكم الشرعي بخصوصها و بعضها لا يحتوي على النيكوتين مما قد يسهل وصولها إلى الأطفال كذلك السيكارة الألكترونية لا تترك رائحة ويصعب اكتشافها، وبالتالي قد يتم استخدامها في الأماكن غير المناسبة، كالمدارس و الجامعات مثلا. اضافة الى وجود خطر كبيرفي انفجار البطارية مما يجعلها فعلا (نكهة مغرية قابلة للانفجار) وفعلا تسببت في العديد من الحوادث و الحرائق نتيجة انفجارها اثناء استخدامها وقد سجلت 25 حالة انفجار اثناء استخدامها في الولايات المتحدة.
و وفقاً لدراسة أميركية اعدها باحثون في جامعة بورتلاند الأميركية منشورة في مجلة "New England Journal of Medicine" أن الاستنشاق العميق للسجائر الإلكترونية ينطوي على خطر الإصابة بمرض السرطان أكثر بخمسة أضعاف إلى 15 ضعفا من تدخين السجائر العادية و إن بخار السجائر الإلكترونية عالي الحرارة والمشبع بالنيكوتين يمكن أن يشكل مادة الفورمالديهايد التي تجعله خطرا على الصحة، و قد اظهرت الدراسة ان مدخن السيكارة الإلكترونية الذي يستهلك ثلاثة ميلليلترات من السائل المتبخر يستنشق 14 ميلليغراما من المادة المسرطنة. أما مدخن السيجارة العادية بوتيرة علبة يوميا، فلا يستنشق أكثر من ثلاثة ميليغرامات من هذه المادة ويؤدي استنشاق 14 ميلليغراما أو ما يقارب ذلك من هذه المادة إلى مضاعفة خطر الإصابة بالسرطان بين خمس مرات الى 15 مرة.
و قد نمت صناعة و تجارة السكائر الألكترونية عالميا بشكل كبير و ملحوظ ونشطت المصانع في ابتكار أشكال مختلفة ومبتكرة وجميلة و جذابة لتروق لعدد أكبر من الناس. وأصبحت تجارة رائجة تدر على الشركات أرباحاً هائلة و قد تزايدت هذه الصناعة منذ عام 2005 من مصنع واحد في الصين لتصل في الوقت الحالي الى سوق عالمية تشمل 466 شركة و بقيمة مليارات الدولارات حيث بلغت المبيعات عام 2013 الى أكثر من 2 بليون دولار و في هذا السياق فأن مبيعات السكائر الإلكترونية شهدت في الآونة الأخيرة زيادة هائلة، مع التوقع باستمرار هذه الزيادة خلال الأعوام القليلة القادمة، ولدرجة أن إحدى الشركات الأميركية التي تأسست قبل ثلاثة أعوام فقط، وصلت قيمتها السوقية حالياً إلى أكثر من 45 مليار دولار بعد أن سيطرت على 75 في المئة من مبيعات السجائر الإلكترونية في الولايات المتحدة. |
مواضيع ذات صلة | الأرشيف |