كلية العلوم بجامعة ديالى تقيم محاضرة علمية حول مرض السرطان
أضيف بواسطة : عبد الله سامر | #محاضرات_وحلقات_نقاشية |
أقامت كلية العلوم بجامعة ديالى وبالتعاون مع منظمة الصداري البيضاء / فرع ديالى محاضرة علمية حول مرض السرطان وذلك يوم الثلاثاء الموافق 2017/12/5 وعلى قاعة الشهيد ذكاء عبد الأمير في الكلية .
تضمنت المحاضرة التي أدار محاورها كل من الدكتورة هالة خضير والدكتورة تحرير صالح والدكتورة هديل عبد الكريم والدكتورة نور الهدى سعد التعريف بمرض السرطان وأعراضه وكيفية تشخيصه ومسبباته وأنواعه وطرق علاجه .
حيث ذكرت الدكتورة هالة بأن مرض السرطان هو أحد الأمراض الخطيرة والمزمنة، وتتميز خلاياه بكونها عدائية ومدمرة، كما تتميز بقدرتها الكبيرة على غزو أنسجة الجسم والسيطرة عليها، أو الانتقال من مكانٍ لآخر في الجسم سواء كان بعيداً أم قريباً، كما يمكن أيضاً تعريفه بأنه عملية انتشار ونمو للخلايا السرطانية في الجسم بشكل لا يمكن التحكم أو السيطرة عليها، والجدير ذكره أنه يصيب أجزاء مختلفة من الجسم .
وأضافت أن أعراضه تختلف بحسب العضو أو المكان المصاب داخل الجسم، ولكن يجدر بالذكر أنه يوجد بعض العلامات والأعراض العامة التي عادةً ترتبط به، ونذكر منها الإحساس بالتعب والإرهاق , السخونة أو ارتفاع حرارة الجسم , الشعور بآلام في الجسم , الشعور بوجود أورام تحت الجلد , تغيرات كبيرة في الوزن ، إما زيادة أو نقصان دون وجود أسباب واضحة لذلك , صعوبة في عملية البلع , الإصابة بعسر الهضم بشكل مستمر، إضافة لعدم الإحساس بالراحة بعد عملية تناول الطعام وسعال مزمن واضطرابات في التبول والإخراج , الإصابة باضطرابات في الجلد، والتي تتمثل في: احمراره أو دكانة لونه، أو الاصفرار، ووجود تقرحات جلدية صعبة الالتئام وتغير في شكل الوحمات المتواجدة عند الإنسان وأخيراً بحّة واضطرابات في الصوت .
فيما أوضحت الدكتورة تحرير صالح أنواع الأورام السرطانية وهو الورم الحميد مُعرّفةً إياه بأنه ورم ينمو بشكل أساسي في منطقة محددة من الجسم، ولعل أبرز ما يميزه أنه لا يستطيع السيطرة على الخلايا المجاورة وغزوها، كما يمتاز بأنه لا ينتقل من جزء لآخر في الجسم، ولكنه في بعض الحالات النادرة بإمكانة التحول لورم خبيث، وما يشار إليه أن السبب وراء عدم قابلية هذا الورم للانتقال من جزء لآخر هو أنه يكون مغطياً بنسيج ليفي ومغلفاً به، ويتم إزالته عادةً بالاستئصال أو الجراحة، وبعد إزالته من الجسم لا يعود إليه بتاتاً .
فيما عَدّت الورم الخبيث هو ورم ينتقل سريعاً في الجسم، ولا يسمح للخلايا المدمرة والتالفة بالتعويض، حيث يجعلها تتكاثر بشكل غير طبيعي دون توقف، الأمر الذي يساهم في تعطيل وظيفة المكان أو العضو المصاب، وهو يتميز بأنه ينتقل من جزءٍ لآخر داخل الجسم، وذلك بوساطة الجهاز الدموي والجهاز الليمفاوي.
كما وتطرقت إلى أهم مسببات مرض السرطان حيث ذكرت بأن تتنوّع أسباب مرض السرطان من شخص إلى شخص آخر، وهي أسباب متنوّعة، منها الوراثة، أي وجود المرض في تاريخ العائلة , التقدّم في العمر , كثرة التعرّض للأشعة الضارة بالجسم , شرب الكحول , التدخين بكافّة أنواعه , التلوّث البيئي المحيط بالشخص , إصابة الشخص المتكرّرة بعدوى مرضيّة بكتيريّة أو فيروسية , التعرّض إلى المواد الكيميائيّة المسرطنة، مثل مادّة الإسبستوس والإصابة بأمراض تقلل المناعة مثل مرض الايدز .
وتناولت الدكتورة هديل عبد الكريم خلال المحاضرة موضوع مخاطر الإصابة بمرض السرطان , منها , السن : قد يستغرق مرض السرطان سنوات وعقود حتى يظهر ويتطور، وبذلك فإنه لا يتم تشخصيه عند معظم الناس إلا عند بلوغهم سن الخمسة والخمسين عاماً أو ما يزيد، ومع مرور الوقت يتم اكتشاف الأورام السرطانية، حيث يتراوح عدد خلاياها من مئة مليون خلية إلى بليون خلية، وتكون الخلية الأصلية قد بدأ نموها قبل اكتشاف المرض بخمس سنوات أو ما يزيد عن ذلك، وينبغي التنويه بأنه بالرغم من انتشار هذا المرض بشكل واسع عند الكبار، إلا أنه يمكن القول بأنه لا يقتصر فقط على هذه الفئة العمرية، وإنما قد يصيب أشخاص من مختلف المراحل العمرية .
وأضافت بأن العادات لها دور في ذلك أيضاً موضحةً بأن بعض أنماط الحياة والأساليب التي يسلكها الإنسان تساهم في زيادة احتمالية إصابته به، وتتمثل هذه الأنماط في : شرب الكحوليات، والتدخين، والمبالغة في التعرض لأشعة الشمس، وإصابة الجلد بحروق الشمس بشكل متكرر، وممارسة الجنس بطرق غير آمنة . وكذلك التاريخ الوراثي للعائلة له دور , حيث يمثل معدل الإصابة الوراثية بهذا المرض تقريباً عشرة بالمئة فقط، فإن كان هذا المرض منتشراً في عائلة شخص ما، فيحتمل أن يتم توارث التحورات الجينية بشكل كبير من جيل لآخر، ولذلك يوصي العديد من الأطباء بإجراء الفحوصات للجسم بشكل دوري، وذلك لمعرفة نسبة قابلية الشخص للإصابة بالمرض نتيجة العامل الوراثي، ولكن يجدر بالذكر أن التحور الجيني الوراثي لا يعني بالضرورة إصابة الشخص بالسرطان . بالإضافة إلى الحالة الصحية للإنسان التي تساهم بعض الاضطرابات الصحية المزمنة في زيادة احتمالية الإصابة بمرض السرطان، ولعل أبرز هذه الاضطرابات التهاب القولون التقرحي وأخيراً البيئة المحيطة : إذا كان الإنسان يعيش في بيئة تعج بالمواد الضارة الكيميائية، فذلك يلعب دوراً كبيراً في زيادة احتمالية الإصابة بهذا المرض .
وتضمن المحور الأخير للمحاضرة كيفية تشخيص مرض السرطان : تحديد الأعراض، ومعرفتها للدكتورة نور الهدى سعد وذلك من خلال عمل اختبار طبي، مثل فحص الدم المخبري , وتصوير مقطعي محوسب , التنظير الداخلي , عمل أشعة مقطعية للمريض , أخذ عينة أو خزعة من المرض، وذلك للتعرف على مرحلة السرطان ودرجته،
وتطرقت أيضاً إلى أهم طرق العلاج من مالرض وهو العلاج الجراحي يمكن التخلص من السرطانات الصلبة عن طريق إزالتها بالجراحة، إلا أنّ ذلك يصبح مستحيلاً بعد انتشار المرض إلى أكثر من مكان في الجسم، علماً أن هذه الأنواع من السرطانات تنمو في موضعها في بداية الأمر، ثمّ تنتقل إلى الغدد الليمفاوية، ثمّ تنتشر إلى جميع أعضاء الجسم، الأمر الذي تتطلب البحث عن علاجات موضعية للخلايا السرطانية قبل انتشارها، مثل: جراحة استئصال ورم الثدي، أو جراحة استئصال البروستاتا.
أما العلاج الإشعاعي يعتمد هذا العلاج على الاستفادة من قدرة الأشعة في تأيين الخلايا السرطانية، وذلك من أجل تقليص عددها أو لقتلها، حيث يتم تطبيقها على الجسم من الخارج فيما يعرف بعلاج حزمة الأشعة الخارجي، أو على الجسم من الداخل فيما يعرف بالعلاج المتفرع، علماً أن تأثير هذا الإشعاع يكون موضعياً ومقتصراً على المنطقة المصابة والمراد علاجها، حيث يدمر المادة الموروثة في الخلايا، مما يؤثر على انقسامها، ولا بد من الإشارة إلى أن هذا العلاج يؤثر على كل من الخلايا المريضة والسليمة، إلا أن قدرة الخلايا السليمة على التعافي من تأثير الإشعاع تكون أكبر، لذلك يلجأ الطبيب إلى تجزئة هذا العلاج إلى عدة جرعات، من أجل منح الخلايا السليمة القدرة على التعافي، ويجب الإشارة إلى أن هذا العلاج يستخدم لعلاج كل الأنواع السرطانية الصلبة، إضافةً إلى سرطان الدم .
أما العلاج الكيميائي فيعتمد على الأدوية الكيميائية التي تمتلك القدرة على تدمير الخلايا السرطانية وقتلها، حيث تؤثر هذه الأدوية على كل الخلايا ذات الانقسام السريع، علماً أنّ هذا العلاج يتداخل مع انقسام الخلية في مناطق مختلفة، مثل التداخل عند تكوين الصبغيات ولا بد من الإشارة إلى أن هذه الأدوية تستهدف جميع خلايا الجسم، إلا أنّ الخلايا السليمة تمتلك قدرة أكبر لمحاولة إصلاح العطب فيها .
أما العلاج المناعي يعتبر هذا العلاج مصمماً لتحفيز جهاز المناعة في جسم المريض من أجل محاربة الخلايا السرطانية، وذلك من خلال توليد رد مناعي ضد المرض، كاستخدام نوع معين من الأدوية لتحفيز جهاز المناعة ضد نوع السرطان الذي يعاني منه المريض , والعلاج الهرموني يعتمد هذا العلاج على التأثير على الهرمونات، عن طريق تعطيلها أو إزالتها، كهرمون التستيرون أو الإستروجين، ولا بدّ من الإشارة إلى أن هذا النوع من العلاج يستخدم لأنواع معينة من السرطانات كسرطان البروستاتا أو سرطان الثدي .
|
مواضيع ذات صلة |