الاستاذ فراس في ذمة الخلود
ببالغ الاسى ومزيد من الحزن ودعت كليتنا اليوم الثلاثاء 14/1/2014 استاذا من اساتذتها المخلصين وبيرقا عاليا من بيارق الامانة والكفاءة والصدق وحب العمل، انه الاستاذ الشاب فراس الذي طالته يد المنون ولم يمهله المرض طويلا فاخذته من بين عائلته واهله وذويه ومحبيه وهو في ريعان شبابه وقمة تطلعاته وطموحاته اختطفه الموت وحبر قلمه وماخطت يداه لم يجف بعد وهو يكتب محاضرته بشغف وحب كبير للعطاء وهو لايعلم انها ستكون اخرمحاضرة يهيأها لطلبته في حياته.
لقد كان حب الفقيد لمهنته بحجم حبه للعراق وحتى اخر ايامه بقليل كان ملتزما على الحضور كلما امهله المرض سويعات وطالما اعانه قلبه الواهن وبدنه المتعب على الوصول للكلية حرصا ورغبة وشوقا من فقيدنا العزيز لايصال المعلومة لطلبته وليتابع شؤون قسمه الحاسبات كونه مقررا لها.
يندر ان نجد لك مثيلا فقد كنت دوما مثابرا في عملك مجدا متواجدا في ساحة العمل قبل الكل ومغادرا بعد الكل دون ان يعرف اليك الملل طريقا ودون ان تظهر عليك دلالات الضجر بل كنت عاشقا لمهنتك مطيعا لعمادتك منفذا لواجباتك دون كلل، هادئا دون تصنع عادلا دون تزمت رزنا دون تكلف محبوبا دون تملق صريحا من غير تزييف مبادرا دون تكليف ،تجمعت فيك جل الخصال الحميدة فسبحان مازرع فيك من طيبة قلب ومازرع لك من حب في قلب كل من عرفك.
لقد كنت محبا لتربة هذا الوطن العزيز وها انت بين ثرى تربة الوطن الذي احببت واخلصت وقدمت محتضنة اياك كنت تريد ان تبني فوق ثرى الوطن وارادتك مسكا تعطر بشذاك تربتها كنت تريد رفع شموخ وعز الوطن بما تجود من علمك وخلقك الرفيع وكانت تريدك ان ترفع من شأنها ان تحيلها من تراب مجرد الى ماس وياقوت وزمرد باحتضانها لك، فهنيئا لتربة دثرتك ومبارك لوطن انجبك، والله ان وطنا فيه من الرجال امثالك سيبقى شامخا وهامته عند الذرى مهما تكالبت عليه المحن.
بقلم : أ.م.د.تحسين حسين
عميد كلية العلوم