مؤتمر الجامعات العراقية الأميركية يختتم أعماله باتفاقيات لتوأمة الجامعات ومراكز الأبحاث وانشاء حاضنات الكترونية
أتفق وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الأديب و10 رؤساء جامعات عراقية، مع مسؤولي وزارتي التعليم والخارجية ورؤساء الجامعات الاميريكية، على عقد برامج شراكة طويلة الأمد تتضمن توأمة الجامعات ومراكز الابحاث العراقية بنظيراتها الاميركية، وتوسيع برامج الابتعاث لنيل شهادتي الدكتوراة والماجستير في التخصصات العلمية النادرة.
جاء ذلك خلال وقائع اختتام مؤتمر الجامعات العراقية الاميركية الذي اقيم في العاصمة الاميركية واشنطن، بمشاركة وفد عراقي رفيع المستوى يرأسه وزير التعليم العالي العراقي و10 رؤساء جامعات عراقية ومدراء عامون ومستشارون عراقيون، فضلا عن مسؤولين رفيعي المستوى ومستشارون في وزارتي الخارجية والتعليم الاميركيتين وعدد كبير من رؤساء الجامعات ومراكز الابحاث والمنظمات الاكاديمية الاميركية، بحسب مدير اعلام وزارة التعليم العراقية قاسم محمد جبار.
وقال مدير الاعلام ان وزير التعليم العالي ورؤساء 10 جامعات عراقية، اتفقوا في ختام اليوم الثاني لمؤتمر الجامعات العراقية الاميركية، مع مسؤولين رفيعي المستوى ورؤساء الجامعات والمؤسسات الاكاديمية الاميركية، على البدء بمشاريع شراكة اكاديمية طويلة الأمد، تتضمن عقد اتفاقيات توأمة بين الجامعات العراقية ونظيراتها الاميركية في المجالات البحثية والتدريسية واعداد مناهج متطورة فضلا عن برامج تبادل الخبرات وتدريب الاساتذة وطلبة الدراسات العليا.
وأضاف جبار ان اتفاقات الشراكة الاكاديمية تضمنت ايضا، انشاء مراكز ابحاث متطورة يطلق عليها عالميا أسم (بيوت الخبرة)، وهي نوع من المراكز البحثية المتخصصة بتطوير القدرات وتأهيل الباحثين في قضايا المجتمع مثل البيئة وتخطيط المدن والتصحر وشحة المياه وغيرها من المجالات البحثية، فضلا عن الاتفاق على انشاء حاضنات تكنولوجية متقدمة وإقامة ورش عمل لتطوير الكوادر في مختلف الاختصاصات وتدريب الطلبة العراقيين على طريقة التقديم على منحة فولبرايت الاميركية.
وأشار جبار الى أن الجلسة الختامية للمؤتمر، شهدت لقاءات مباشرة وموسعة بين رؤساء الجامعات العراقية مع ممثلي الجامعات والمراكز البحثية الأميركية ومسؤولي برامج التعليم العالي ومنظمات اميركية داعمة، كل على حدة، مبينا أن اللقاءات انتهت بالاتفاق على تسهيل اجراءات قبول طلبة البعثات العراقيين في الجامعات الاميركية والحصول على المقاعد الدراسية في تخصصات النادرة.
من جانبه، قال المستشار الثقافي العراقي في واشنطن الدكتور عبد الهادي الخليلي، إن المؤتمر يمثل قفزة نوعية في تاريخ التعليم العراقي، نتيجة للآفاق الجديدة التي فتحها هذا المؤتمر في عقد اتفاقيات الشراكة والتعاون بين الجامعات العراقية والمؤسسات الاكاديمية الاميركية التي تحتل موقع الصدارة في العالم المتقدم.
وأضاف الخليلي أن المجتمع الأكاديمي الاميركي أظهر استعدادا كبيرا لدعم الجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة التعليم العراقية لردم الهوة التعليمية بين العراق وباقي بلدان العالم، وأن التفاهمات التي أسفر عنها المؤتمر الذي الذي لاقى صدى مؤثرا وكبيرا في الاوساط الاكاديمية وحتى السياسية الاميركية، ستظهر نتائجها بشكل ملموس خلال وقت قريب.
واكد الخليلي أنه لمس بشكل مباشر وواضح من رؤساء الجامعات الاميركية، حرصا شديدا على نجاح المؤتمر الذي حضرة أكبر وفد وزاري يحضر الى الولايات المتحدة. مبينا أن المشاركين من الجانبين العراقي والأميركي، قدموا في اليوم الثاني والختامي من المؤتمر، نماذج واستراتيجيات لتفعيل الشراكات الأكاديمية العراقية الأميركية، والمحافظة على الروابط المؤسساتية ذات الفائدة للطرفين، فضلا عن التحديات التي تقف امام المؤسسات التعليمية العاملة في العراق، ونتائج النشاطات والمشاريع السابقة والحالية في العراق، وتسليط الضوء على الآيات التي تساهم في تحقيق المزيد من التعاون في برامج البعثات الدراسية والتعاون البحثي.
وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الأديب دعا خلال افتتاح مؤتمر الجامعات العراقية الأميركية المنعقد في العاصمة الأميركية واشنطن، حكومة الولايات المتحدة إلى تسهيل إجراءات قبول الطلبة العراقيين في الجامعات الأميركية والاسراع بتفعيل مذكرات التفاهم الموقعة بين الجامعات ومراكز البحوث العراقية مع نظيراتها. وفيما أشاد رئيس رابطة الجامعات الأميركية بإستراتيجية الوزارة لتطوير قطاع التعليم في العراق، وصف ممثل الخارجية الأميركية خطة العراق لابتعاث 10 الاف طالب بأنها تظهر رغبة العراقيين بإعادة بناء بلادهم بعد سنوات من الحروب والعزلة عن العالم.
وقال الأديب خلال كلمته التي القاها في المؤتمر، إن الوزارة اعدت استراتيجية واسعة النطاق للنهوض بقطاع التعليم العالي في العراق بعد سنوات من الانقطاع عن العالم المتقدم، تمثلت بالانفتاح على الجامعات العالمية الرصينة التي تقف الاميركية في مقدمتها، من خلال تفعيل مذكرات التوأمة الموقعة بين الجامعات العراقية والأميركية والعمل على ابرام مذكرات تفاهم وتوأمة مع المراكز البحثية المتقدمة، داعيا الى تسهيل إجراءات قبول الطلبة العراقيين المبتعثين للدراسة في الجامعات الاميركية .
وأضاف الأديب أن مؤتمر الجامعات العراقية الاميركية يعد فرصة كبيرة لم تتوفر سابقا للاطلاع بشكل واسع على واقع التعليم العالي في الولايات المتحدة للافادة منه في عملية تطوير التعليم العالي العراقي.
من جانبه، أكد رئيس رابطة الجامعات الحكومية الأميركية بيتر ماكفيرس، دعمه لإستراتيجية الوزارة للنهوض بالجامعات العراقية، متوقعا نجاح هذه الاستراتيجية لأنها اعتبرت أن أساس تطور العراق وبنائه يعتمد على تطوير قطاع التعليم العالي.
واضاف ماكفيرس أن العراق من البلدان التي تمتلك مقومات تطور هائلة تتمثل بالخبرات الأكاديمية والمقومات الحضارية التي يمكن تسخيرها لتحفيز ابناء شعبه على النهوض.
من جهته، وصف ممثل وزيرة الخارجية الأميركية آدم ايرلي، خطة وزارة التعليم العراقية لابتعاث عشرة الاف طالب للحصول على شهادتي الماجستير والدكتوره بأنها خطة طموحة ومتفائلة تظهر رغبة حقيقية من قبل الحكومة العراقية لاعادة بناء البلاد بعد سنوات من الحروب والعزلة عن العالم.
وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الأديب، قد أطلق أواخر عام 2011 اكبر عملية ابتعاث دراسي في تاريخ العراق الحديث وتتضمن ارسال عشرة الاف بعثة دراسية لنيل شهادتي الماجستير والدكتوراه من الجامعات العالمية الرصينة وفي الاختصاصات النادرة مثل الطب والهندسة والعلوم الصرفة.
وناقش المؤتمر في يومه الأول، أسس التعاون المشترك بين الجامعات العراقية ونظيراتها الاميركية في مجالات تطوير المناهج واصلاحها وضمان الجودة والاعتمادية وكيفية تهيئة الأساتذة والطلبة العراقيين للاندماج مع المجتمع الأكاديمي العالمي.
واستعرض المشاركون في اليوم من المؤتمر، بشكل معمق، اتجاهات التعليم العالي في الولايات المتحدة الاميركية، فيما قام الجانب العراقي بتشخيص جوانب التشابه والاختلاف في نظامي التعليم في العراق واميركا في مجالات القبول بالدراسات العليا والاعتمادية والتعليم عن بعد.
وناقش المؤتمر ايضا برنامج الابتعاث الحكومي وفرص التدريب والدراسة المتاحة للطلبة العراقيين المبتعثين في الجامعات الاميركية”، مبينا أن “المؤتمر أكد على ضرورة بناء شراكة بين الجامعات العراقية والأميركية في المجالات البحثية والحاضنات التكنولوجية، فضلا عن إمكانية ابرام مذكرات تفاهم لتطوير الشراكات الاكاديمية بين المؤسسات التعليمية العراقية والأميركية.
وحضر المؤتمر عن الجانب العراقي رؤساء جامعات بغداد والمستنصرية والكوفة والبصرة وكركوك والموصل والتكنولوجية وكربلاء ونائب رئيس المجلس العراقي للاختصاصات الطبية والمستشار المالي والاداري للوزارة والمديرين العامين لدائرة البعثات وجهاز الاشراف والتقويم العلمي وعدد من الاكاديميين العراقيين، فضلا عن السفير العراقي في واشنطن جابر حبيب جابر والملحق الثقافي عبد الهادي الخليلي، فيما حضره عن الجانب الأميركي ممثلو وزارة الخارجية والتعليم الأميركيتين ورئيس رابطة الجامعات الحكومية الأميركية والمستشار العلمي في وزارة الخارجية الأميركية ورؤساء وممثلو الجامعات والمنظمات الأكاديمية والتعليمية الأميركية.