Preaload Image
Back

كلية العلوم  |  جامعة ديالى

المقال العلمي الاسبوعي

الاحياء العلاجية او المعززات الحيوية

Probiotics

بقلم  الدكتوره زهراء جعفر جميل / قسم علوم الحياة

كلية العلوم / جامعة ديالى 

هناك مفهوم خاطئ منتشر بين اغلب الناس عند سماعه مصطلح الميكروبات, يتبادر الى ذهنه انها عبارة عن احياء دقيقة ضارة لكن الحقيقة تختلف حيث ان بعض الاحياء الدقيقة يكون ضار ويسبب امراض او تلف اغذية وخسارة اقتصادية لكن القسم الاخر يكون له جانب ايجابي وهو ما سنتناوله في هذا المقال وبشكل مختصر. الأحياء العلاجية او المعززات الحيوية هي من الميكروبات المفيدة من الناحية الصحية والاقتصادية فما هي المعززات الحيوية؟

مصطلح المعزز الحيوي (probiotic) مأخوذا من اللغة اللاتينية ويعني لأجل الحياة. تعرف المعززات الحيوية بأنها تلك الأحيـاء المجهريـة الحيـة Viable المنقـاة والمستعملة كمضافات غذائية Dietary supplements والتي تمتلك تأثيرات مفيدة في صـحة المضـيف . أمـا المحفزات الحيوية Prebiotics فهي مواد كربوهيدراتية غير قابلة للهضم تزيد نمو وفعالية المعززات الحيويـة ولاسيما البكتريا ولها فعل منظم للنبيت المعوي في القناة الهضمية وتعد مصدر الطاقة التي يمكن أن يؤيض من قبل الفلورا المعوية الطبيعية، وتوجد هذه المواد بصورة طبيعية في العديد من الأغذيـة مثالهـا ( الحنطة، الشعير، الشوفان، اللفت، الطماطم، الجزر، العدس، الثوم، البصل، التوت، الموز، العسـل ، الشـوندر). أطلق مصطلح التآزر الحيوي Symbiotic على المنتج الغـذائي الحـاوي علـى المعـززات الحيويـة Probioticsوالمحفزات الحيوية Prebiotics و الذي يمتلك تأثيرات مفيدة في صحة المستهلك عن طريق تحسن التوازن الميكروبي للنبيت المعوي والحث على زيادة النمو أو زيادة الفعالية الأيضية لواحدة أو أكثر من البكتريا المفيدة الموجودة في القولون.

المعززات الحيوية سواء أكانت بكتريا أو خمائر أو أعفان تقوم هذه الأحياء بالاستيطان على الخلايا الطلائية المبطنة للقناة الهضمية ، وبالتالي غلق المستقبلات الموجودة على جدران هذه الخلايا إن غلق هذه المستقبلات سوف يمنع وصول البكتريا المرضية والتصاقها بالخلايا الطلائية ،ولهذا سوف تخرج مع الفضلات إلى خارج الجسم هذه العملية يطلق عليها الإقصاء التنافسي. و تؤدي دوراً في علاج حالات الإسهال المختلفة وإعادة توازن النبيت المعوي بعد تناول المضادات الحيوية وإسهامها في التقليل من نسبة الإصابة بالسرطان ولاسيما سرطان الأمعاء وتحسين الاستجابة المناعية للجسم وتقليل نسبة الإصابة بتسوس الأسنان عند الأطفال. فالأدوية تعالج المرض بعد الإصابة، وبغض النظر عن ارتفاع تكاليفها، إلا أنها قد يكون لها بعض الآثار الجانبية الضارة، بينما الغذاء العلاجي يستخدم للوقاية من الإصابة بالمرض، وليس له تأثيرات جانبية.

وأكثر الأنواع استعمالا في العلاج هي بكتريا اللاكتوباسيلاس Lactobacillus وبكتريا البيفيدوباكتريم Bifidobacterium (وهما موجودان في بعض أنواع اللبن والزبادي)، ولهما فائدة كبيرة في صحة الجهاز الهضمي. ويعتقد بأن العلاج الميكروبي مفيد في المحافظة على توازن جيد للميكروبات النافعة في القولون، وتكمن مشكلة تناول الأغذية الحيوية المحتوية على الميكروبات المفيدة، أنها تواجه في الجهاز الهضمي معوقات طبيعية وكيميائية مثل العصارة المعوية وأملاح الصفراء، ونتيجة لذلك فإن أعدادا قليلة هي اتي تستطيع الوصول واستيطان منطقة الأمعاء الدقيقة والقولون.

ظهرت المعززات الحيوية Probiotics في الوقت الحاضر بأشكال مختلفـة منهـا المنتجـات المخمـرة (الالبان والاجبان ) والمدعمات الغذائية فضلاً عن الأشكال الصيدلانية ( كبسول أو أقراص)، واتسعت أسواقها في جميع أنحاء العالم، وقد عرفت المعززات الحيوية بأنها الأحياء المجهرية أو مشتقاتها والتي تؤدي عند تناولها إلى تأثيرات مفيدة وتوجد الآن نظريات قوية مدعمة بالدراسات بفائدة أنواع من الميكروبات في الوقاية أو علاج أو تخفيف بعض الأمراض مثل الإسهال، ومرض السرطان وارتفاع الكوليسترول، وعلاج بعض أمراض الكبد وبعض أمراض النساء وتقليل آثار الإجهاد.

المصادر الخفاجي, زهرة محمود.الاحياء العلاجية(من اجل الحياة),2008,وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ,جامعة بغداد,معهد الهندسة الوراثية والتقنية الحيوية للدراسات العليا.

والى اللقاء في مقال أخر أن شاء الله……

للاطلاع على المقالات السابقة اضغط هنا