كلية العلوم | جامعة ديالى
المقال العلمي الاسبوعي
التغذية الصحية في الامتحانات وفي كل وقت بقلم م.م احمد حاتم علوان/ قسم علوم الحياة كلية العلوم / جامعة ديالى |
تهذيب العقل ضروري بقدر أهمية الطعام للجسد من أكثر الفترات العصيبة المليئة بالضغوط والتوتر هي فترات الامتحانات، ومن أكثر العادات السيئة شيوعا في تلك الفترات هي إهمال الطالب لصحته وتركيز كل اهتمامه على المذاكرة فقط ولكن كل ذلك قد ينعكس عليه بالسلب، فـالتغذية في الامتحانات تساعد على إبقاء الذاكرة جيدة و أيضا ممارسة بعض التمارين اليومية الخفيفة تعمل على تجديد الدورة الدموية ومن ثم تنشيط المخ والذاكرة.
لطالما سمعنا بمقولة “إنّ العقل السليم في الجسم السليم”، وأولى خطوات الحصول على الجسم السليم هي تناول الغذاء المتوازن الذي يعين الفرد على أداء مهام يومه بهمّة ونشاط، ونحن هنا بصدد تقديم أهم النصائح التي يجب اتباعها ليكون النظام الغذائي المتّبع صحّياً ويؤمن للشخص الطاقة الكاملة لإنهاء أعمال ومتطلبات اليوم الواحد بكفاءة عالية.
فأغلب الطلاب أثناء فترات الامتحانات يصبح تناول الطعام أخر أولوياتهم ويصب كل التركيز على تناول القهوة والمنبهات اعتقادا منهم أنها ستساعدهم على التركيز أكثر، فالغذاء الصحي يساعد على عمل المخ بكل نشاط بعكس المنبهات أو تناول الوجبات السريعة.
فقد أظهرت دراسة حديثة أجريت بتكليف من منظمة الصحة العالمية ونشرت على وكالة الانباء رويترز أن الأشخاص الذين يكثرون من تناول الأطعمة الغنية بالألياف والحبوب الكاملة كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري والأمراض المزمنة الأخرى من الذين يتناولون أغذية تحتوي على نسبة قليلة من الألياف.
وقالت الدراسة إن كل زيادة قدرها ثمانية جرامات في محتوى الألياف المتناولة يوميا يقابلها انخفاض تتراوح نسبته بين خمسة و27% من إجمالي الوفيات وحالات الإصابة بأمراض القلب وداء السكري من النوع الثاني وسرطان القولون. وتراجع كذلك خطر التعرض للسكتة الدماغية وسرطان الثدي.
وتوصلت الدراسة إلى أن تناول ما بين 25 و29 جراما من الألياف يوميا يمثل هدفا جيدا لمن يسعون إلى الحصول على مكاسب صحية. لكن البيانات المنشورة في دورية لانسيت الطبية تشير أيضا أن تناول كميات أكبر من الألياف بمقدوره أن يوفر وقاية أكبر.
وقال جيم مان الأستاذ بجامعة أوتاجو النيوزيلندية والذي شارك في إعداد البحث ”تقدم نتائجنا دليلا مقنعا للقواعد الإرشادية الخاصة بالتغذية من أجل التركيز على الألياف الغذائية واستخدام الحبوب الكاملة بدلا من المكررة. هذا يقلل من خطر الإصابة بمجموعة واسعة من الأمراض الخطيرة والوفيات الناجمة عنها“.
وتبين الدراسة أن غالبية الناس حول العالم يتناولون أقل من 20 جراما من الألياف الغذائية يوميا. وأوصت لجنة استشارية للتغذية في بريطانيا عام 2015 بزيادة الألياف الغذائية إلى 30 جراما يوميا لكن تسعة في المئة فقط من البالغين البريطانيين تمكنوا من الوصول إلى هذا الهدف. وفي الولايات المتحدة يبلغ متوسط الألياف التي يتناولها البالغون نحو 15 جراما يوميا.
وقال مان إن الفوائد الصحية للألياف الغذائية المتوافرة في أطعمة مثل الحبوب الكاملة والبقول والخضر والفاكهة تنبع من تركيبتها الكيميائية وخصائصا الطبيعية وأثرها على عملية الأيض.
وأضاف ”الأطعمة الغنية بالألياف التي تتطلب مضغا وتحتفظ بكثير من بنيتها التركيبية في الجهاز الهضمي تزيد من الإحساس بالشبع وتساعد على التحكم في الوزن. وتحلل الألياف في الأمعاء الغليظة بواسطة البكتريا المستوطنة له تأثيرات إضافية واسعة النطاق تشمل الوقاية من سرطان القولون والمستقيم“.
والى اللقاء في مقال أخر أن شاء الله……
للاطلاع على المقالات السابقة اضغط هنا