Preaload Image
Back

كلية العلوم  |  جامعة ديالى

المقال العلمي الاسبوعي

داء السكري  Diabetes Mellitus

بقلم الاستاذ محمد علوان وبمراجعة الدكتور خالد شعلان سحاب

المعيد في قسم علوم الكيمياء/ كلية العلوم / جامعة ديالى

ان لمرض السكري ((Diabetes Mellitus العديد من المشاكل والمضاعفات الناتجة عنه مثل امراض القلب والضغط والعمى وبتر الاطراف وأمراض قصور الكلى وغيرها. ويكون مرض السكري مصاحب لأعراض مثل الجوع والعطش المستمر والتعب السريع ونقص في الوزن وعدم تخثر الدم وكثرة التدرر وقد تقود الى تساقط الاسنان وهشاشة العظام عند تفاقم المرض وغيرها. وسنتطرق في هذا المقال عن اسباب هذه الاعراض وما علاقتها بمرض السكر وكيفية التقليل من مخاطر اعراضه.

توجد عدة انواع من السكريات في الطعام ولكن المغذي الرئيسي الذي يستعمله الجسم والدماغ لتوليد الطاقة هو سكر الكلوكوز الذي يؤخذ مباشرة من المجرى الدموي بعد هضم وامتصاص الطعام والذي يدخل الى الخلايا لتجهيز الجسم بالطاقة والزائد منه يخزن في الكبد أو العضلات على شكل كلايكوجين, فالدماغ لا يخزن الكلايكوجين كما تفعل العضلات التي تستخدم الكلايكوجين مصدر للطاقة في حالة احتياجها لذلك. ملاحظة:- الكلايكوجين (Glycogen) هو بوليمر متعدد الوحدات، يشكل الكلوكوز وحدة البناء الاساسية في هذا الجزء الذي يعمل كمخزن للطاقة. عند نقص مستويات الكلوكوز في الدم تبدأ عملية تجزء الكلايكوجين الى الوحدة الاساسية المكونة له (جزيئة سكر الكلوكوز). ان مستوى سكر الكلوكوز في الدم يُنظم من قبل الانسولين Insulin)) وهو هورمون يفرز من قبل البنكرياس من خلايا (β-cell) التابعة لجزر من البنكرياس تعرف بجزر لانكرهانس, فاذا حصل خلل في هذا الهرمون (نقصان أو عدم استجابة الخلايا له) يحصل مرض السكري (زيادة الكلوكوز عن النسبة الطبيعية (65–110 mg/dlوهو حالة مزمنة ناتجة من عوامل وراثية وبيئية تتسم بارتفاع سكر الكلوكوز في الدم بسبب النقص المطلق او الجزئي للأنسولين أو مقاومة الانسولين وعدم تحسسه من قبل الخلايا المستهدفة, وتسمى هذه الحالة المرضية ب (Hyperglycemia) وحين اذ تقوم الكليتان بنقل البعض من سكر الكلوكوز الى الادرار لغرض طرحه. ومن هذا فأن داء السكر يكون على نوعين

  • داء السكر المعتمد على الانسولين:-   Insulin Dependent Diabetes Mellitus (IDDM) 

وسبب هذا النوع حصول تحطم جزئي او كلي لخلايا (β-cell) في البنكرياس  بسبب التأثيرات التراكمية المؤذية للفايروسات والمواد الكيمياوية السامة على خلايا (β-cell). ويحدث هذا النوع عادة خلال الطفولة او سن البلوغ وتتطور الاعراض بسرعة, ينتج عنه نقص في هورمون الانسولين او انعدامه مما يؤدي الى زيادة الانتاج الكبدي للكلوكوز مع تناقص استخدامه من قبل الانسجة العضلية والشحمية لعدم وجود هورمون الانسولين (الذي يساهم في عملية ايضه), والمعالجة هنا تكون باستخدام الانسولين كحالة ضرورية لجميع الحالات.

  • داء السكر غير المعتمد على الانسولين:- Non-Insulin Dependent Diabetes Mellitus (NIDDM)

يشكل هذا النوع معظم حالات داء السكر (90-95%), ويظهر بعد عمر (35) عاما وتظهر الاعراض بصورة تدريجية, اذ يلاحظ في هذا النوع حصول حالة شاذة وهي افراز الانسولين استجابة للكلوكوز وعدم حساسية الانسجة المستهدفة مثل الكبد والعضلات والانسجة الشحمية للأنسولين مما يؤدي بعد ذلك الى سوء في وظيفة خلايا (β-cell) يتميز بتدني افراز الانسولين وتفاقم حالة فرط سكر الدم, وتعتبر السُمنة اشيع مسببات المقاومة للأنسولين (عدم تحسسه), والمعالجة هنا تكون عبارة عن الحمية الغذائية, التمارين الرياضية لانقاص الوزن, خافضات السكر الفموية مع او بدون الانسولين.

  • واسباب أعراض مرض السكري :

فيسبب انخفاض الوزن هو احتياج خلايا الجسم للطاقة ولما كان سكر الكلوكوز المصدر الرئيسي للطاقة فان نقص هورمون الانسولين المسئول على تنظيمه في الدم والمساهمة بعملية ايضه سيسبب الى قيام الجسم باستخدام الشحوم المخزونة فيه والبروتينات كمصدر للطاقة بديلا عن سكر الكلوكوز, مما يسبب نقص ملحوظ في الوزن مع زيادة اجسام كيتون (Ketone bodies) مثل ((3-hydroxy butyrate, acetoacetate, acetone بسبب ايض الشحوم وعنده زيادة نسبتها بكثرة في الدم سيسبب زيادة في حامضية الدم مما يؤدي بعض الاحيان الى الاغماء (coma) (في حالة السكر المعتمد على الانسولين) اما سبب التعب والارهاق والجوع المتكرر فهو بسبب نقص وجود سكر الكلوكوز(داخل الخلايا كمصدر للطاقة) وبقائه خارج الخلايا في مجرى الدم بسبب نقص افراز هورمون الانسولين (الذي يساهم بعملية دخوله الى داخل  الخلية), وزيادة العمليات الايضية للدهون والبروتينات مما يسبب زيادة في العطش والرغبة لشرب الماء بين فترة واخرى. وفي حالة السكر المزمن تحدث هشاشة العظام وتساقط الاسنان فيعودان الى نقص الكالسيوم، حيث تعمل السكريات بصورة عامة على استهلاك وتخفيض الكالسيوم في الدم، فلذلك يعمل فيتامين (D) وهورمون الغدة جنب الدرقية ((PTH على تحريك الكالسيوم من العظام الى الدم مما يؤدي غالبا الى هشاشة العظام. واما صعوبة تخثر الدم لان الكالسيوم يدخل بعملية تخثر الدم ونقصه يسبب صعوبة اتمام عملية التخثر كما يلي

                                                

وبالتالي نوصي الجميع بالمحافظة على اوزانهم بنسب مقبولة والفحص الدوري لسكر الدم مرة واحدة لكل ستة اشهر للحيلولة دون تفاقم المرض في حالة اكتشافه. اما المصابون بداء السكري للنمط الاول (المعتمد على الانسولين) فالأنسولين ضروري لهم لكل الحالات, واما المصابون بالنمط الثاني (الغير معتمد على الانسولين) فالأنسولين ليس ضروري لهم لجميع الحالات بل عليهم بالحمية الغذائية والتمارين الرياضية وخافضات السكر الفموية بدون او مع النسولين. والى اللقاء في مقال أخر أن شاء الله……