كلية العلوم | جامعة ديالى
المقال العلمي الاسبوعي
التروبوبوز بقلم المدرس ذر انتصار بكر /التدريسيي في قسم علوم الفيزياء كلية العلوم / جامعة ديالى |
التروبوبوز هي كلمة يونانية (تروبو تعني تغير , بوز تعني الاستقرار , أي طبقة وقف التغيرات). وهي "تلك الطبقة الانتقالية التي تقع بين طبقتي التروبوسفير والطبقة التي تعلوها الستراتوسفيركما في الشكل ادناه ، تتوقف في هذه الطبقة درجة الحرارة عن التناقص تقريباً مع زيادة الارتفاع ،وهي طبقة قليلة السمك نسبياً ،و تجمع هذه الطبقة بين الخصائص الحرارية للتروبوسفير والستراتوسفير، و تمتاز هذه الطبقة بجفاف الهواء فيها وتعرف بالمصيدة الباردة ؛لأنها تعمل على تحويل بخار الماء المتصاعد من الأرض إلى جليد يحمي الأرض من فقد الماء المتكون فيها.
ويسود في هذه الطبقة تياران من الهواء يطلق عليهما (التياران النفاثان) ، لأنهما المفضلان في رحلات الطائرات وهما يدوران عكس اتجاه دوران الأرض أي (من الشرق إلى الغرب) ، والحقيقة أن التروبوبوز ليست طبقة واحدة متصلة تحيط بالأرض ولكن هنالك مناطق يحدث فيها أنقطاعات في التروبوبوز بسبب ولوج التيار النفاث خلاله ،وتشكل طبقة التروبوبوز الحد الأعلى الذي تصل إليه الاضطرابات الجوية الأرضية المنشأ ، كما أن كل الطاقة الكامنة للتبخر أو التكاثف في الغلاف الجوي موجود في أسفلها .وإن لهذه الطبقة دوراً كبيراً في انتقال الطاقة إلى الفضاء. وهي تعدّ الطبقة التي تتفاعل فيها عمليات كل من طبقتي التروبوسفير والستراتوسفير .
ويتباين ارتفاع التروبوبوز بين المناطق المدارية والقطبية . حظيت طبقة التروبوبوز بالرصد ، والدراسة أكثر من طبقات الغلاف الجوي الانتقالية الأخرى ، وصار يرسم لها يومياً خرائط طقس تفصيلية ، ولاسيما بعد أن ثبت وجود علاقة قوية بينها وبين الاضطرابات الجوية التي تحدث على سطح الأرض. ويستدل علماء الأرصاد من تقطع طبقة التروبوبوز ، وتفاوت ارتفاعها ، واختلاف درجة حرارتها ، وظهور بعض الالتواءآت فيها ، على حالة الجو المتوقعة. فموجات البرد الشديد التي تتعرض لها بعض جهات أوربا أحياناً تقترن بتدني مستوى التروبوبوز ، وتّكون مرتفع جوي فوق المحيط الأطلسي ، ومنخفض جوي فوق شمالي شرقي غرب أوربا ، وعندما يظهر التروبوبوز على خريطة الطقس الخاصة بالمحيط الهادئ على شكل قاع ، فان ذلك يكون نذيراً بحدوث أعاصير التيفون المشهورة ،ويشير ارتفاع مستوى التروبوبوز وٳنخفاض درجة حرارته في اليابان ٳلى اقتراب وصول كتل هوائية مدارية دافئة .
فضلا عن ذلك فان معرفة ارتفاع التروبوبوز مهمة في الطيران ، ٳذ إن طياري الارتفاعات العالية يهتمون بدراسة التروبوبوز ، و ٳن درجة الحرارة متفاوتة كثيراً على جانبي التروبوبوز مما يؤثر على كفاءة الطيران وراحته وسلامته ، وأن الرياح ذات السرع العالية بصورة عامة تحدث قريباً من مستوى التروبوبوز، هذه الرياح القوية تولد اضطرابات خطرة بالنسبة للطيران ،لذلك يجب المعرفة المسبقة بسرعة الرياح ودرجة الحرارة في هذا المستوى ، كذلك أن الطائرات ذات الدفع النفاث تكون أكثر كفاءة في المستويات ذات الدرجات الحرارية الواطئة ،لذلك يسعى الطيارون للطيران تحت مستوى التروبوبوز لزيادة الأداء .
ومن خصائص التروبوبوز:-
-1في هذه الطبقة والتي تعدّ نهاية التروبوسفير يقف الهواء تماماً عن التبريد مع الارتفاع .
2– يصبح الهواء في هذه الطبقة جافاً تماماً أي أنها تعدّ الحد الفاصل لوجود بخار الماء وثنائي اوكسيد الكربون.
3– يتلاشى تأثر الطبقات التي تعلوها بالإشعاع الأرضي.
4– يتغير الانحدار الحراري للهواء المحيط من الموجب في التروبوسفير إلى السالب في الستراتوسفير..
5– بحسب التعريف العام للمنظمة العالمية للأنواء الجوية (WMO) فان الانحدار الحراري لدرجة الحرارة مع الارتفاع لا يتوقف فيها بشكل نهائي ، وٳنما يتناقص بمقدار 2°C/km) ) أو أقل.
6– في التروبوبوز فان كلاً من الماء والهواء يقف عن الصعود تقريبا.
للاطلاع على المقالات السابقة اضغط هنا