كلية العلوم | جامعة ديالى
المقال العلمي الاسبوعي
الاشعة السينية بقلم المدرس المساعد احمد نصيف جاسم /التدريسيي في قسم علوم الفيزياء كلية العلوم / جامعة ديالى |
يحدث مرض الاشعاع عندما يتعرض الشخص للمواد المشعة. هذه المواد عبارة عن ذرات غير ثابتة تعطي طاقة نتيجة للتحلل التلقائي لأنويتها. وإذا كانت الطاقة المنبعثة من العناصر المشعة قوية لدرجة أن تزيح الإلكترونات من الذرات أو الجزئيات الأخرى في طريقها، عندها يمكنها قتل الأنسجة الحية. يعرف هذا النوع من الإشعاع بالإشعاع الأيوني. وحتى لو تعرضت خلية واحدة للإشعاع ، فإنه يمكنه أن يتلف أو يغير من تركيب تلك الخلية ، وهذا بالتالي يمكن أن يؤدي إلى السرطان. وعندما يتلف الحمض النووي DNA للخلية ، فإن هذا يؤدي إلى طفرات جينية تنتقل إلى الأبناء.
يعتمد نوع ومدى انتشار التلف الحادث نتيجة التعرض للإشعاع على الجرعة الكلية للإشعاع المستقبل ، وطول الوقت الذي تم خلاله التعرض للإشعاع ومكان وحجم الجزء المصاب من الجسد. ويزداد حجم التلف بزيادة درجة التعرض للإشعاع.
والجرعة العالية من الإشعاع قد تكون مدمرة لو تم استقبالها من الفضاء مباشرة لبضع دقائق. وتكون أقل ضرراً فيما لو تراكمت على مدار أسابيع أو شهور. وبالمثل فإن الإشعاع قد يكون محتملاً لو كان تأثيره فقط على نسبة صغيرة من أنسجة الجسم ، أو إذا لم تتأثر الأعضاء الحيوية. بعض الأنسجة تكون معرضة للإشعاع أكثر من غيرها ، فالخلايا التي يتم إحلالها بسرعة تكون أكثر حساسية من الخلايا التي يتم إحلالها على مدى فترة طويلة.
إن العناصر المشعة تكون عادة مشابهة في التركيب لنظائرها غير المشعة ويكون الاختلاف فقط في عدد النيوترونات التي تحتوي عليها النواة. وهذا الشيء يفسر لماذا تكون التغذية مهمة في منع أو تثبيط التلف الحادث نتيجة التعرض للعناصر المشعة. وإذا لم يتناول الشخص كميات كافية من البوتاسيوم والكالسيوم والمعادن الأخرى في غذائه ، فإن جسمه سيقوم بامتصاص سترونشيوم-90 ( Strontuim-90 ) المشع أو العناصر الأخرى التي تشبه الكالسيوم في التركيب في حالة وجودها. وبالمثل إذا حصل الشخص على كمية كافية من البوتاسيوم في غذائه، فإن جسمه سوف لا يحتفظ بأي سيزيوم-137مشع يتعرض له. حيث إن هذا العنصر يشبه البوتاسيوم. وإذا كانت الخلايا قادرة على الحصول على كل المواد الغذائية التي تحتاجها من الطعام ، فإنه يقل احتمال امتصاصها للعناصر المشعة التي يزيد احتمال طردها من الجسم. وتأثير التعرض للإشعاع قد يكون حاداً نتيجة التعرض لجرعة وحيدة قوية أو قد يكون مزمناً. والتعرض الحاد للإشعاع قد يكون خطيراً جداً. ويسبب الشعور بالخمول والغثيان والقيء والهزال وفقدان التناسق مما يؤدي إلى حدوث التشنجات والجفاف والصدمات وقد يؤدي حتى إلى الموت. ولكن لحسن الحظ إن كمية ونوع التعرض الذي يسبب هذه الأعراض الخطيرة نادر الحدوث جداً. والأكثر حدوثاً هو التعرض المزمن أو التعرض لجرعات أقل من الإشعاع. وتشمل أعراض هذا النوع ظهور المياه البيضاء في العين وحدوث دوخة وإجهاد وصداع وغثيان. ومن أكثر المصادر شيوعاً للتعرض للإشعاع جرعات قليلة هو التعرض لأشعة إكس المستخدمة في مجالات الطب ، وكذلك الإجراءات التشخيصية والعلاجية التي تستعمل المواد المشعة. المصادر الأخرى للتعرض للإشعاع تشمل الراديون أو اليورانيوم الموجودة في التربة أو مواد البناء ودخان التبغ وبعض الأجهزة مثل التلفزيونات المحمولة والحسابات الآلية بشاشات الفيديو والألعاب الإلكترونية وأفران الميكروويف ، وأجهزة الراديو وأطباق الأقمار الصناعية ، وأجهزة اكتشاف الدخان. وبعض العاملين في مصانع معينة : مثل مصانع توليد الطاقة النووية وإنتاج العناصر المشعة للأغراض الطبية أو الصناعية يتعرضون بصورة أكثر من الآخرين لجرعات خطيرة من الإشعاع.
والعلاج الإشعاعي لأمراض السرطان يتم فيه إعطاء جرعات مرتفعة من الإشعاع وخصوصاً للخلايا السرطانية. وفكرة هذا العلاج تعتمد على أن الإشعاع يقتل الخلايا السرطانية ، بينما الأنسجة السليمة التي لا يوجد لها الإشعاع تتأثر بصورة خفيفة وليس من العجب أن تكون الآثار الجانبية لهذا النوع من العلاج حدوث مرض الأشعاع مع ظهور الأعراض التقليدية المعروفة مثل الغثيان والقيء والصداع والضعف وفقد الشهية وسقوط الشعر.
- هل التعرض لأشعة إكس مضر بصحة الإنسان ؟
يكثر اليوم فحص الأسنان بأشعة إكس لتحديد مواقع التجاويف. كما يستعمل الأطباء أشعة إكس لتحديد كسور العظام ولمتابعة سلامة الجهاز الدوري والتنفس وكذلك لتحديد مكان الأورام وأماكن الاختلال الوظيفي وكذلك تطلب النساء دوماً تصوير منتظم للثدي لتحديد الحالات المبكرة من سرطان الثدي. وبرغم الاستعمال الواسع لأشعة إكس ، فإن الأطباء وأطباء الأسنان والمعالجين بتقويم العظام والعاملين بالمستشفيات يتجاهلون المخاطر والتأثيرات البعيدة للإشعاع حتى في كمية صغيرة ، ومن بين المخاطر التي تحدث نتيجة التعرض لكمية صغيرة من الإشعاع من أشعة إكس حدوث العقم ، وتلف الخلايا والسرطان. والنساء اللاتي يتعرضن لأشعة إكس أثناء الحمل يعانون من خطر حدوث الإجهاض أو ولادة أطفال بعيوب خلقية.
ويمكن تحديد مستوى الإشعاع من أشعة إكس بقياسه بوحدات تسمى Roentgen وقد سجلت الأكاديمية الدولية للعلوم ان التعرض المفرد أو المتراكم ل 10 ملي رونتجين من إشعاع إكس يزيد مخاطر حدوث السرطان ، وهذه هي نفس الكمية من الإشعاع التي يتعرض لها الصدر أثناء إجراء الأشعات عليه في حالات السل الرئوي. وتصوير الثدي يتطلب جرعات أقل من ذلك، ومع ذلك فهناك دلائل متزايدة تشير إلى أنه لا يوجد مستوى مأمون للإشعاع. والتعرض للإشعاع لفترات طويلة يمكن أيضاً أن يدمر جهاز المناعة في الجسم.
- الوقاية من مرض الإشعاع:
هناك عشب هو الوحيد الذي يمكن استخدامه من الأعشاب وهو الملز ثلاثي الأسنان والذي يعرف أيضاً بالدغل Chaparral وعلمياً باسم Larrea tridentate. وهو نبات عشبي شوكي يصل ارتفاعه إلى حوالي مترين له أوراق صغيرة دقيقة التقسيم. الموطن الأصلي لهذا النبات صحاري جنوبي غرب الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك المكسيك. الجزء المستعمل من النبات هي الأجزاء الهوائية التي تحتوي على مواد راتنجية وحمض النوردي هيدروغواباريتيك يستعمل النبات على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمريكية لعلاج مرض الزهري والروماتزم والعداوي البولية وبعض أنواع السرطان وبالأخص سرطان الدم. ويستخدم دهاناً للجروح والقروح والأمراض الجلدية بشكل عام والأكزيمات وحب الشباب. وله تأثير جيد على الوقاية من التأثير الضار للإشعاع. ويجب عدم استخدامه بانتظام لأكثر من أسبوع حيث أن الاستخدام الطويل لهذا العشب ربما يسبب ضرراً للكبد.
أما فيما يتعلق بالمكملات الغذائية التي تقي من التأثير الضار للإشعاع فهناك عدة مكملات إلا أن هناك مكملات هامة هي :
- مساعدة الأنزيم Qio : هذا الإنزيم له دور كبير في حماية الجسم من الإشعاع الضار. يؤخذ 100مجم يومياً.
- جلوتاثيوم + ل-سيستين : تخلص الجسم من المواد الضارة ، وتحميه من التأثير الضار للإشعاع. يؤخذ 500مجم من كل من هذين الحمضين الأمينين على معدة خاوية تؤخذ عادة مع الماء أو العصير وليس مع الحليب. كما يؤخذ معهما 50مجم من فيتامين ب6 ، وَ 100مجم من فيتامين ج وذلك من أجل امتصاص أفضل.
- حمض البانتوثنيك ( فيتامين ب5 ) : يقوم بحماية الجسم ضد التأثيرات الضارة للإشعاع. يؤخذ بمعدل 200مجم قبل وبعد التعرض لإشعة إكس ، ثم 50مجم يومياً بعد ذلك.
- حبيبات الليسيثين : يقوم على حماية أنسجة الخلايا من الإشعاع. يؤخذ ملئ ملعقة كبيرة بمعدل 3 مرات في اليوم مع الأكل ويمكن استعمال كبسولات الليسيثين في حالة عدم توفر حبيبات الليسيثين وذلك بمعدل 1200مجم 3 مرات في اليوم.
- تعليمات هامة يجب إتباعها وهي :
- تجنب أشعة إكس إلا إذا كانت ضرورية للغاية.
- تناول ثمار الأفوكاتو والليمون وزيت العصفر وزيت الزيتون.
- أشرب كميات وفيرة من الماء المقطر بالبخار.
- أكثر من أكل التفاح وبالأخص النوع الأحمر حيث أنه غني بالبكتين الذي يتحد من الجسيمات المشعة.
- تناول الحنطة السوداء ( الحنطة السوداء ليست القمح كما يعتقد بعض الناس فهي تختلف تماماً وليس لها علاقة بالقمح وتعرف ب( Buckwheat ). حيث تحتوي على الروتين وهو من البيوفلافونيدات التي تحمي ضد الإشعاع.
والى اللقاء في مقال أخر أن شاء الله……
للاطلاع على المقالات السابقة اضغط هنا