كلية العلوم | جامعة ديالى
المقال العلمي الاسبوعي
أهمية الرياضيات في حل الجرائم بقلم المدرس المساعد حمزة بركات حبيب /التدريسي في قسم علوم الرياضيات كلية العلوم / جامعة ديالى |
هنالك الكثير من التساؤلات يمكن أن يسئلها المرء عن الرياضيات ومنها ماهي أستخدامات الرياضيات؟ ولماذا يجب أن نتعلمه؟ وللاجابة على تلك التساؤلات فأن الحديث يطول لما للرياضيات من استخدامات في حياتنا التي لا تحصى. لكن لو نحاول أن نناقش تلك التساؤلات من منظور أحد المختصين في الطب الشرعي حين أجاب بأن كل مواضيع الرياضيات تقريباً التي تم تعلمها خلال سنوات الدراسية يمكن أن تستخدم في حل الجرائم. والسبب في ذلك يرجع الى أن الطب الشرعي يعتبر الدليل المادي (المتعلق بالنشاط الإجرامي والمشتركين فيه) يحتاج إلى كفاءة الرياضيات بالأضافة الى العلوم الفيزيائية ،الكيميائية والبيولوجية. وبأختصارسوف نناقش في هذه المقالة ذلك.
أشكال بقع الدم: تستخدم المثلثات في تحليل شكل بقع الدم في موقع الجريمة، ويتم ذلك بتمثيل بقع الدم المنتشرة على الأرض والجدران بمثلثات حسب أشكالها وتحليلها هندسياً حيث أن شكل البقع يشير إلى الاتجاه الذي قد أتى منه الدم كذلك فيما أذا كان الدم قد أتى من مصدر واحد أو عددة مصادرمن الجثة نفسها.
سقوط الجثة على الأرض: لو أفترضنا أن هنالك جثة ضحية موجوده على الأرض في غرفة معينة, فالسؤال هو هل أن الجثة ناتجة عن حادث, انتحار أو جريمة قتل؟ وللاجابة على ذلك تتم من خلال قياس المسافة بين الجثة وجدران الغرفة التي تبعد عنها وبأستخدام أساسيات الهندسة والحركة يستطيع المختص في الطب الشرعي في تشكيل فكره أولية عن سبب سقوط الضحية على الأرض فيما أذا سقططت فجأة أو تم دفعها.
المثلثات تستخدم في حسابات المقذوفات، مثلا حساب زاوية الارتداد الرصاصة عندما ترتد على سطح صلب لذا فأن مسارات الرصاصة تحدد المسافة بين الرامي والهدف وربما حتى طول المسلح أيضاً يمكن تحديده بعض الأحيان وفيما أذا كان واقف عندما أطلق النارعلى ضحيته.
درجة حرارة الجثة: عند الوفاة فأن الجثة تبدأ بفقدان درجة حرارتها حتى تصل الى درجة حرارة المحيط التي هي فيه. ومن خلال نمذجة نسبة برودة جثة الضحية رياضياً وبأستخدام قانون معدل البرودة لنيوتن والدالة الأسية لتغير درجة حرارة الجثة كذلك الدالة اللوغارتمية في قياس نسبة كمية المواد الكيميائية الموجودة في الجثة يمكن تحديد وقت الوفاة.
الأحصاء والأحتمالية: يستخدم التحليل الإحصائي الكمي لمقارنة مجموعات من القياسات التجريبية لتحديد فيما إذا كانت تلك القياسات متشابهة أو مختلفة. وهذا ينطبق على شظايا الزجاج وعينات المخدرات والشعر والألياف و الحمض النووي (DNA) الموجودة في مسرح الجريمة.
بالأضافة الى ملاحضة أن كون فرصة شخصين لهما شكلا متطابقاً من الحمض النووي (DNA) واحدة من كل مائة تريليون ، ولكن يجب على المختصين في الطب الشرعي العمل مع العينات من مسرح الجريمة مهما كانت صغيرة وعند تحليل الأدلة من بصمات الأصابع ونوع الدم والحمض النووي تبرز الحاجة الى الاحتمالية لأنه يمكن من خلالها تحديد سواء كانت الجريمة المرتكبة هي مستقلة أو أنها مرتبطة بجرائم أخرى وقعت مسبقاً.
في الختام ، فأن كل موضوع من مواضيع الرياضيات والتي نتعلمها في حياتنا الدراسة في منظور الطبيب الشرعي قد تكون مسألة حياة أو موت.
والى اللقاء في مقال أخر أن شاء الله……
للاطلاع على المقالات السابقة اضغط هنا