كلية العلوم | جامعة ديالى
المقال العلمي الاسبوعي
تقنية السن الزرقاء (البلوتوث) بقلم الاستاذ المساعد الدكتورة بثينة عبد المنعم إبراهيم/قسم علوم الفيزياء كلية العلوم / جامعة ديالى |
تستخدم هذه التقنية لربط عدد من الاجهزة الالكترونية بعضها مع البعض عن طريق موجات الراديو بدلا من الاسلاك والكوابل. ويتراوح المدى المخصص لترددات ( البلوتوث ) بين (2.4- 2.48) جيجا هرتز. ان اشارة (بلوتوث) ضعيفة وتبلغ قدرتها (1) ملي وات اذا ما قورنت باشارة جهاز الهاتف النقال التي تصل قدرتها الى (3) وات ، وهذا الضعف في الاشارة يجعل مدى تأثير اشارات البلوتوث بحدود دائرة قطرها (10) امتار وتبلغ قدرتها (2.5 ملي وات )، ومدى تأثير اشارات البلوتوث بحدود دائرة قطرها (010) متر وتبلغ قدرتها (100 ملي وات).
بدأت فكرة هذه التقنية منذ عام 1994 م من قبل باحثي شركة اريكسون ، ولأسباب تقنية واقتصادية لم يتمكنوا حينها من التوصل الى تنفيذها وفي عام 1997 م تعاونت هذه الشركة مع شركة (أنتل) العالمية حيث تم الاعلان عن ولادة هذه التقنية وذلك في النصف الثاني من عام 1999 م واصبحت هذه التقنية جاهزة في النصف الثاني من عام 2002 م. وقد بلغ عدد الشركات التي تنتمي الى مجموعة من الاهتمام الخاص ببلوتوث حوالي الف شركة تحاول إحلال اتصالات الراديو البلوتوثية محل الاسلاك لوصل خطوط الهاتف والحواسيب .
وتعود تسمية هذه التقنية الى ملك الدنمارك ( هارولد بلوتوث) Harald blue tooth والذي وحد الدنمارك والنرويج للدلالة على مدى اهمتمام شركات الدنمارك والنرويج والسويد وفلندا بصناعة الاتصالات ، ولا علاقة لهذه التسمية بمضمون تقنية البلوتوث (السن الزرقاء(. ويمكن من خلال هذه التقنية ربط وتوصيل أجهزة الاتصالات المختلفة بعضها ببعض لاسلكيا أو ربط جهاز الحاسوب مع الاجهزة المكملة مثل الطابعة و الكامرا الرقمية والقرص الصلب الخارجي ، وكذلك ربط الاجهزة اليدوية المتنقلة مع اجهزة الحاسوب الرئيسية لنقل وتبادل المعلومات كما يمكن من خلالها توصيل بقية الاجهزة المنزلية الكهربائية بجهاز الحاسوب او جهاز الهاتف النقال.
تتميز هذه التقنية عن تقنية الاشعة تحت الحمراء بعدة ميزات منها المسافة (طول المدى) التي تستطيع بها التوصيل بين الاجهزة وعدم اعتمادها على اتجاه واحد ، حيث إن موجات الراديو الخاصة بهذه التقنية تنتشر في جميع الاتجاهات وتستطيع اختراق الجدران والحوافز غير المعدنية بكل سهولة ويسر في حدود دائرة البث ، مما يجعل التحكم في الاجهزة من غرفة اخرى ممكنا من دون الحاجة الى الانتقال مباشرة الى الاجهزة المراد تشغيلها في حين تعتمد تقنية الاشعة تحت الحمراء على اتجاه واحد، فمثلا يجب عليك ان توجه جهاز التحكم عن بعد باتجاه التلفاز لكي يقوم باصدار الاوامر، كما تعتمد على الفردية حيث من خلال الاشعة تحت الحمراء يمكن ان ترسل البيانات في الحاسوب الشخصي المحمول، ولكن لا يمكن ارسالها الى حاسوب اخر في نفس الوقت . قد يتخوف البعض من امكانية سرقة المعلومات او المكالمات بسبب تداخل الموجات الخاصة بالمستخدم مع الموجات الخاصة بشخص اخر بالقرب منه غير انه تم حل هذه المشكلة باعتماد اسلوبين للحماية :
الاول: باستخدام تقنية الانتشار الطيفي الرقمي (Digital spread spectrum technology) والتي تتمثل باتسخدام طيف متغير من الترددات اللاسلكية المختلفة والتي تصل الى 1600 ذبذبة في الثانية بشكل عشوائي وبذلك لا يمكن فهم هذه الاشارات ، كما ان الطريقة التي يتم فيها الاختيار العشوائي لهذا التردد تختلف من جهاز الى اخر ومن مستخدم الى اخر ، وهذا ما يجعل الجهاز المرسل يستخدم ترددا معينا مثل 2.41 جيجا هرتز لتبادل المعلومات مع جهاز اخر في حين ان جهازين في نفس المكان يستخدمان ترددا اخر مثل (2.44) جيجا هرتز . ويتم اختيار هذه الترددات تلقائيا وبصورة عشوائية ، فيما يمنع حدوث تداخلات بين الاجهزة لانه لا يوجد اكثر من جهازين يستخدمان نفس التردد وفي نفس الوقت ، إن حدث ذلك فإنه يكون لجزء من الثانية .
والثاني : باستخدام التشفير بقوة 128 بث، الذي يعمل على تشفير المعلومات والصوت بهذه القوة ، وكذلك حماية كلمات العبور واسم المستخدم ، وبذلك يكون من الصعب جدا التنصت على المكالمات ام الدخول غير المقترح به للشبكة المتصلة ، باستخدام هذه التقنية . إن الهدف من إنشاء (البلوتوث) هو التخلص من المشاكل التي تصاحب الاشعة تحت الحمراء وعملية تزامن الكابل ، فقد قامت بعض الشركات العملاقة بالمساهمة في هذا المشروع من أمثال سيمنس وانتل وتوشيبا وموتورولا واريكسون وذلك بصنع جهاز دائري صغير يوضع في اجهزة الحاسوب والهاتف لتخفيف الاتصال البلوتوثي . ومن وجهة نظر المستخدم العادي فإن للبلوتوث ثلاث فوائد أولها : انه جهاز لاسلكي فلا يحتاج الى اسلاك عند الانتقال من مكان الى اخر وثانيها: انه رخيص الكلفة.
وثالثهما : عدم الحاجة الى تدخل من قبل المستخدم عند استخدامه . ان جهاز اتصال البلوتوث الذي يعمل بتردد (2.45) جيجا هرتز والذي يتفق مع التردد الذي تعمل به الاجهزة الطبية والعلمية والصناعية يجعل استخدامه سهلا ، وقد اجازت الاتفاقية العالمية لاستعمال الاجهزة الصناعية والعلمية والطبية هذا الاستخدام ،وتستثمر بعض الشركات هذا التردد لصنع اجهزة لمراقبة الرضع واجهزة التحكم عن بعد . وقد تم صنع حوالي 13 مليونا من وثائق البلوتوث وبدأت شركات الالكترونيات بتصميم منتجات تستخدم هذه التقنية ومنها كامرات سوني التي دخلت الأسواق بشكل بطيئ ومن المحتمل ان تزداد في السنين المقبلة. وفي مؤتمر مطوري البلوتوث السنوي تم استعراض اجهزة بما فيها هواتف نقالة تتصل لاسلكيا مع سماعة اذن وحواسيب تقوم بعرض المعلومات على شاشة عرض خارجي ، ومعدات طبية تقوم بارسال معلومات عن المريض مباشرة الى شاشة عرض في مكان اخر .كما اعلنت ركات مايكروسوفت انه ستدخل برامج دعم اجهزة بلوتوث في برامج تحديث (وندوز اكس بي ) فيما بعد . كما عرضت شركة فيستون نظام هاتف يعمل دون الاستعانه بالايدي ويوضع داخل السيارة باستخدام بلوتوث وبرامج التعرف على الصوت يمكن للنظام ان ينبه السائق بورود مكالمة حيث يقوم النظام باطفاء راديو السيارة مما يتيح اجراء المكالمة الهاتفية بعد النطق بالرقم المطلوب. وعرض علماء شركة فيليبس حاسوبا محمولا باليد يقوم بالتجوال عبر عدة نقاط (بلوتوث) واستخدام اقرب نقطة للدخول على الانترنت . وصممت شركة سويدية جهازا يوضع على حمالة الاسعاف بقوم بقياس ضغط دم المريض ونبضه وكمية الاوكسجين . ثم يرسل المعلومات لاسلكيا نحو شاشة عرض داخل السيارة الاسعاف . وصرحت الشركة ان بعض سيارات الاسعاف في السويد تستخدم هذا النظام .
والى اللقاء في مقال أخر أن شاء الله……
للاطلاع على المقالات السابقة اضغط هنا