كلية العلوم | جامعة ديالى
المقال العلمي الاسبوعي
بعض التطبيقات الطبية الحديثة لليزر بقلم المدرس الدكتورة نادية محمد جاسم/قسم علوم الفيزياء/كلية العلوم / جامعة ديالى |
|
ازداد الاهتمام حديثا بتطبيقات الليزر الطبية حيث دخلت اشعة الليزر في علاج الكثير من الامراض مثل علاج قصر النظر وطوله وعلاج انتفاخ الرئة وكذلك استخدامها كمشرط جراحي في العمليات الجراحية مثل استئصال الأجزاء المتهالكة من الكبد واستئصال البروستات وبالإضافة إلى ذلك استخدام اشعة الليزر في علاج بعض الإمراض التي تسبب العدوى البكتيرية مثل قتل وتثبيط البكتيريا المسببة للالتهابات اللثة والبكتيريا المسببة لتلوث الجروح وكذلك تثبيط البكتريا المسببة لتلوث الغذاء وتلوث المياه، وتمتاز اشعة الليزر بعدم وجود اية اثار جانية وتكلفتها ارخص بكثير من تكلفة العلاج بالمضادات الحيوية. ان الهدف الرئيسي من استخدام الليزر في التطبيقات البايلوجية هو كأداة مثل دراسة الجزيئات الحياتية ومنها الهيموكلوبين وكذلك تستخدم اشعة الليزر كأسلوب للمعالجة كماهو الحال عند تسليط شعاع ليزر الهليوم- نيون ذي القدرة الواطئة على خلايا حية باستخدام تقنية المتحسس الضوئي ففي فترات تشعيع معينة نلاحظ وجود قتل وتثبيط للخلايا الحية والمسببة لتلوث المياه او تلوث الغذاء او تلوث الجروح. اما في مجال الطب فقد دخل الليزر في التطبيقات الطبية منذ السنين الاولى لأكتشافه ففي نهاية عام 1964 تم اجراء 200 عملية جراحة ًالعين في انحاء العالم باستخدام الليزر , ان تطبيقات الليزر الطبية كثيرة ويمكن تقسيمها اما حسب نوع المعالجة كأن تكون تطبيقات الليزر في الجراحة او في مجال طب الاسنان او طب العيون وتقسم أيضا حسب نوع الليزر المستخدم في الطب مثل ليزر ثاني اوكسيد الكربون او ليزر النيديميوم ياك او ليزر الاكسيمر وفي بعض الاحيان نقسم التطبيقات الطبية حسب طبيعة المعالجة مثل تطبيقات الجراحة او لحام الاوعية الدموية او التشخيص. ان اهم شيئ يجب فهمه في التطبيقات البيولوجية باستخدام اشعة الليزر هو تفاعل شعاع الليزر مع نسيج المادة الحية وهذه العلاقة تعتمد على عدة عوامل منها الطول الموجي لشعاع الليزر وقدرة الشعاع وطاقة شعاع الليزر وشدته وشكله ونظام التشغيل لجهاز الليزر اهو نبضي ام مستمر عند سقوطه على الجسم المراد علاجه. ان العلاج بالليزر له عدة خصائص ومميزات منها قلة الفقد في الدم نتيجة للقطع كما ان نبضات الليزر تكون قصيرة زمنيا ً مما يجعل المريض لايشعر بألم كما ان استخدام الليزر يعطي للطبيب رؤية واضحة للمنطقة التي يعالجها لقلة الادوات الميكانيكية التي يستخدمها الطبيب كما ان العلاج لايحتاج الى احداث جرح يذكر في جسم المريض وبالتالي يمكن للمريض مغادرة المستشفى وفي اغلب الاحيان يكون التحكم بأجهزة الليزر بواسطة اجهزة كومبيوتر وهذا يدل على دقة العملية. ويمكننا تفسير العلاقة بين الليزر والخلايا الحية وعلى النحو التالي:- الليزر الذي يعمل في منطقة الاشعة فوق البنفسجية البعيدة يقتل الخلايا الحية مثل الشريط الاساس DNA او RNA بينما الليزر الذي يعمل في منطقة الاشعة فوق البنفسجية القريبة عند سقوطه على الخلايا الحية يحدث تفاعل كيميائي مع مكونات الخلايا الحية وهذا التفاعل قد يكون مركب سام يؤدي الى قتل وتثبيط الخلايا الحية. كذلك الليزر الذي يعمل في منطقة الاشعة المرئية من الطيف الكهرومغناطيسي فيحدث تأثير حراري على الخلايا الحية لأمتصاصها طاقة شعاع الليزر المرئي الساقط عليها.
كذلك يستخدم الليزر في علاج وتدمير الخلايا السرطانية وذلك بحقن الخلايا المسرطنة بمحلول مادة معينة ان هذه المادة تتصف بصفتين اولهما تركيز هذه المادة فقط في الخلايا المسرطنة وعدم بقائها في الخلايا السليمة، اما الصفة الثانية هي انها تصبح متفلورة أي انها تبعث اشعة بطول موجي معين عند تسليط شعاع الليزر عليها مما يتيح الفرصة لملاحظة الخلايا السرطانية وبوضوح لغرض ازالتها .ان الخلايا السرطانية لاتتحمل درجات الحرارة العالية هذه مما اتاح الفرصة امام الاطباء من معالجة السرطان (Cancer) بالليزر بواسطة الحرارة العالية التي يولدها شعاع الليزر في الخلايا السرطانية، حيث يتم تبخير الورم السرطاني وذلك لمنع انتشاره الى الخلايا المجاورة السليمة. وكذلك دخلت المعالجة بالليزر في كثير من الامراض منها الامراض النسائية والتي تصيب الرحم وتصلب الشرايين وامراض الجهاز الهضمي والقصبات الهوائية والجهاز العصبي. وبما ان الليزر يتميز بعدد من الصفات والمميزات منها احادي الطول الموجي، يمتلك قدرة عالية، متشاكه ويسير بخطوط مستقيمة لذلك دخل بفضل هذه الصفات في معالجة تسوس الاسنان حيث يتم ازالة التسوس باستخدام تقنية الليزر وذلك بتوجيه شعاع الليزر على المنطقة المصابة بالتسوس فيعمل على حرق التسوس لقد تبين في كثير من المعالجات ان شعاع الليزر يقوي الاسنان بعد علاجها وتصبح اكثر مقاومة للبكتريا والجراثيم . كما دخل الليزر في معالجة العيون والتهابات الشبكية حيث دخلت هذه التقنية في قطرنا العزيز (العراق) حيث اجريت عمليات جراحية عديدة وناجحة لانفصال الشبكية ان الليزر المستخدم في معالجة انفصال الشبكية في مستشفيات العراق هو ليزر الاركون. حيث تجري العلمية باستخدام الليزر بدون تخدير ودون ان يؤثر شعاع الليزر على الانسجة المحيطة بالمنطقة المصابة من الشبكية والمناطق التي يمر خلالها الشعاع كالقرنية والعدسة والغرفة الزجاجية والشكل يوضح عين الانسان ومعالجتها بالليزر.
كما دخل في ازالة البقع والوشم في الجلد ومعالجة بعض امراض الاوعية الدموية المسببة في تبقع الجلد. ويستعمل ليزر ايون الاركون الاخضر لازالة الوحمات الناتجة عن الولادة عند النساء حيث يسقط شعاع ليزر الاركون الاخضر على المنطقة المراد معالجتها (الوحمة) والتي تكون عادة بلون احمر حيث تقوم بامتصاص الضوء الاخضر اكثر من أي منطقة اخرى بالجلد يعمل شعاع الليزر بحرق مساحات صغيرة من المنطقة المتأثرة لينمو بعد ذلك جلد جديد غير ملون. وكذلك تتم بنفس هذه الطريقة في معالجة الوشم الاخضر لكن يستخدم ليزر احمر اللون بدلا ً من اخضر اللون. ان العمل بهذه الطريقة يكون غير مؤلم ولكن تطلب عدة جلسات يقررها الطبيب المختص لان العملية تجري عادة على منطقة صغيرة في جلسة واحدة والشكل يوضح ذلك.
وشملت تقنية الليزر الجراحة الاذنية ايضا ً حيث في بعض الاحيان تحدث التهابات في طبلة الاذن او الما يحدث يحدث نزيف شرياني دموي ولمعالجة هذه الحالة يمرر شعاع الليزر في الاذن ويتم ذلك بدون الم او تلف أي جزء من اجزاء الاذن عند اجراء المعالجة لايحتاج المريض لمخدر في هذه الحالة يستخدم الليزر عن طريق المكرسكوب وكذلك استخدمت تقنية الليزر في معالجة حالات النزيف الداخلي الشديد حيث يسلط شعاع ليزر النديميوم ياك او ليزر ايون الاركون الى المنطقة المصابة ويستخدم مع الليزر اجهزة بصرية ملحقة مثل الياف بصرية تستعمل لرصد الموضع المصاب وتوضع في المنظار التقليدي(gastro scope) وبذلك تتم المعالجة..
والى اللقاء في مقال أخر أن شاء الله……
للاطلاع على المقالات السابقة اضغط هنا