كلية العلوم | جامعة ديالى
المقال العلمي الاسبوعي
المنظفات الكيميائية ومستحضرات العناية الشخصية بقلم الاستاذ الدكتور احمد نجم عبد /رئيس قسم علوم الكيمياء كلية العلوم / جامعة ديالى |
![]() |
من الشائع جدا في كل بيت استخدام المنظفات الكيميائية سواء في غسيل الملابس أو لتنظيف الأرضيات والأطباق ، وتدل إحدى الدراسات الكندية أن هذه المنظفات تتسبب سنويا في تسمم مليون شخص ، سواء عن طريق ابتلاعها بشكل مباشر أو عن طريق استنشاق الغازات المنبعثة منها أو من خلال امتصاصها عن طريق الجلد ، والتجارب المخبرية تثبت بشكل قاطع أن عملية غسل الصحون والأطباق بهذه المواد تخلف أثر قليل منها يلتصق على جدران هذه الأوعية ويتراكم في كل مرة تتم بها عملية التنظيف ، وعند وضع الطعام الساخن في هذه الأواني التي تبدو نظيفة يلتقط الطعام بعض هذه المواد الكيميائية الخطيرة .
إن معظم مساحيق التنظيف تحتوي على مادة النشادر التي تتفاعل مع الكلور الموجود في مساحيق التبيض وينتج عن اتحادهما مادة الكلورامين السامة جدا ، كذلك فإن مساحيق التنظيف الخاصة بالغسالات تحتوي على مادة Naphtha المثبطة للجهاز العصبي المركزي وعلى مادة Diethanolsamine المسببة لتسمم الكبد وعلى مادة Chlorophenylphenol السامة جدا والمحفزة للتمثيل الغذائي ، بالإضافة لذلك ، فإن مساحيق التنظيف تحتوي على طائفة كبيرة من المركبات والعناصر الكيميائية المتفرقة كالفسفور والنفثالين والفينول والنشادر وبعض الأحماض الغير عضوية والتي تسبب لدى ملامستها للجسم ، الحساسية والطفح الجلدي والحكة الشديدة ، كذلك فقد شاع مؤخرا استخدام المطهرات والمعقمات في المنازل المخصصة لتعقيم الأرضيات والحمامات ، وهذه المواد تحتوي على الفينول والكريسول والتي تعمل على تعطيل نهايات العصب الحسي وتدمر الكبد والكلى والبنكرياس والطحال والجهاز العصبي المركزي ، أما ملطفات الجو ، فتمتلك قدرة عجيبة على تعطيل حاسة الشم عند الإنسان وتعمل على تغليف الشعب الهوائية والمجاري التنفسية بطبقة رقيقة من الزيت هي Methoxychlor المهيجة للجهاز العصبي المركزي .
وأضرار المواد الكيميائية المختلفة ، كثيرا ما تكون خارجة عن سيطرتنا اليومية ، فمياه الشرب التي تعقم بالكلور ، خطرة وغير صالحة لاستهلاك البشري على المدى الزمني الطويل ، والتجارب المخبرية التي أجريت حول الكلور دلت بشكل قاطع ، ان هذا الغاز يتصدر قائمة المواد المسرطنة وأنه خطر على صحة الإنسان ، أما مادة الفلور التي تضاف أيضا إلى المياه فهي أيضا سامة وأخطر من غاز الكلور المستخدم أصلا في الحروب الكيميائية .
أما الشامبو والكريمات وكافة مستحضرات العناية الشخصية ، والتي أنتجتها الصناعة الحديثة وكانت عنوان للمدنية والرقي ، فيدخل في تركيبها عدد كبير من المواد الكيميائية المجهولة الهوية والتي لم تحدد مخاطرها بشكل دقيق ، ونستطيع أن نحدد أهم هذه المركبات التي أمكن التعرف عليها مخبريا ، ككبريتات الصوديوم و Sodium laurel sulfate والتي تدخل في صناعة الشامبو ومعاجين الأسنان ، هذه المواد يمتصها الجسم بسرعة وتتراكم داخل الدماغ وتسبب فقدان البصر على المدى البعيد ،.
لقد أصبح التعامل مع المركبات الكيميائية المختلفة ومواد التجميل ، موضة تروج لها كافة وسائل الإعلام ، فكم من سيدة وفتاة واجهت متاعب صحية جمة جراء استخدام مستحضرات التجميل المختلفة ، فكريمات تبيض البشرة التي تلجأ إليها النساء لتحويل لون البشرة السمراء إلى بيضاء دون رقابة طبية محكمة ، هي في الواقع مواد تحتوي على أشد وأخطر السموم على صحة الإنسان ، فالكثير منها يحتوي على مادة الهايدروكينون Hydroguinone وبعض المواد الزئبقية المنشأ ومادة Benzenediol وتعمل هذه المواد على تهيج صبغة الميلانين في الجسم وترسيبها داخل المفاصل والغضاريف وتحسس الجلد بشكل حاد كما تضر بشكل كبير بالسيدات الحوامل ، كذلك فإن مواد تقشير البشرة تحتوي على مادة البنكوين الخطيرة جدا والتي قد تتسبب في تبيض كامل الجسم وما ينجم عن ذلك مخاطر كثيرة
والى اللقاء في مقال أخر أن شاء الله……
للاطلاع على المقالات السابقة اضغط هنا