كلية العلوم | جامعة ديالى
المقال العلمي الاسبوعي
السحايا الفطرية Fungal Meningitis بقلم م.د عباس محيي مزهر/ قسم علوم الحياة كلية العلوم / جامعة ديالى |
|
تعرف الأغشية التي تحيط بالدماغ والنخاع الشوكي بالسَحَايَا Meninges والتي تتألف من ثلاثة طبقات:الأم الجافية والأم العنكبوتية والأم الحنون. يطلق على الأم الحنون و الغشاء العنكبوتي معا" بـالسحايا الرقيقة Leptomeninges.
تغلف الأم الجافية الدماغ وتبطن الجمجمة بينما تحيط الأم الحنون بالدماغ وتلتصق به وتتبع انحناءاته يكون بين الأم الحنون وبين الطبقة العنكبوتية مسافة، تسمى هذه المسافة بـ: الحيز تحت العنكبوتية subarachnoid space، ويتواجد فيه السائل الدماغي الشوكي: Cerebrospinal fluid (CSF)
التهاب السحايا Meningitisهو حالة التهابية تصيب اغشية السحايا وتعتبر حالة مرضية طارئة لامتداد تأثيره الى الدماغ والحبل الشوكي. يُحفز الانتفاخ او التورّم الذي يُسببه التهاب السحايا ظهور علاماته وأعراضه المختلفة.
يمكن أن ينجم التهاب السحايا عن:
- عوامل خمجية Infectious meningitis مختلفة وتشمل الفيروسات والجراثيم والفطور. وبالتالي يُصنف التهاب السحايا إلى ثلاثة أنماط هي: التهاب السحايا البكتيري Bacterial meningitis ،التهاب السحايا الفيروسي Viral meningitis، التهاب السحايا الفطري meningitis . Fungal
- عوامل غير خمجية Non infectious meningitis نتيجة تهيج كيمياوي، نزيف تحت العنكبوتية، السرطان
يعتبر التهاب السحايا الفطري غير مألوف نسبيا ويسمى أحيانا" بالتهاب السحايا المستخفي حيث يصيب الأشخاص المصابين بضعف المناعة مثل مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز). وتصنف خطورة التهاب السحايا الفطري بالمرتبة الثانية بعد التهاب السحايا البكتيري. المسبب الرئيس لهذا النوع هي خميرة المستخفية المورمة Cryptococcus neoformans وهناك دراسات أخرى قامت بعزل Candida albicans من عينات سائل النخاع الشوكي لمرضى التهاب السحايا
عادة ما تصيب خميرة المستخفية المورمة الرئتين وتنتقل الى أغشية السحايا في حالة مرضى متلازمة العوز المناعي المكتسب وهذا ما يزيد من خطورتها. أما في حالة الأشخاص ذوي المناعة الجيدة فنادرا ما يصابون بعدوى هذا الفطر فيوصف هذا الفطر بالانتهازي.
تختلف الاعراض حسب عمر المصاب فالمواليد والرضع قد لا تظهر لديهم نفس الأعراض المميزة للمرض كما هي عند الكبار حيث تشتمل على
- بكاء مستمر ومن الصعب تهدئتهم وقد يزيد البكاء أثناء حملهم
- كثرة النوم أو التهيج الدائم .
- قلة الرضاعة أو الأكل .
- انتفاخ في المنطقة الطرية في (اليافوخ ) .
- تصلب في الجسم .
اما الأعراض عند الكبار فتتمثل في:
- صداع شديد مع ارتفاع في درجة الحرارة
- تقيؤ أو غثيان مصاحب للصداع .
- تشنج وتصلب في العنق.
- ارتباك أو عدم القدرة على التركيز مع حساسية ضد الضوء
- كثرة النوم أو صعوبة الاستيقاظ
- عدم الرغبة في الأكل أو الشرب .
- شحوب في الجلد .
- ألام في الأرجل مع برودة شديدة في الأطراف
- طفح جلدي في بعض الحالات كالفيروسية أو البكتيريا المكورة .
من العوامل المساعدة على الاصابة هي:
- مرضى التهاب الأذن الداخليّة، التهاب الجيوب في الوجه (Sinusitis ) التهاب الرئتين والتهاب الشَّغاف
- عدم إكمال جدول اللقاحات للأطفال
- طلاب الجامعات الذين يسكنون مساكن الجامعة, الثكنات العسكرية والأطفال في المدارس والحضانات أكثر عرضة لالتهاب السحايا.
- العمل مع الحيوانات : الأشخاص الذين يتعاملون مع الحيوانات المنزلية
- اختلال نظام المناعة : العوامل التي تؤدي إلى اختلال نظام المناعة ومنها الايدز, السكر واستعمال الأدوية التي تنقص المناعة من الممكن أيضاً أن تجعلك أكثر عرضة لالتهاب السحايا
- استئصال الطحال الذي هو جزء مهم من نظام المناعة في الجسم من الممكن أن يكون أحد هذه العوامل الخطرة .
- التليّف الكبدي ( (Liver Cirrhosis، إدمان الكحول، مرض خبيث في خلايا الدّم، اضطراب عمل الجهاز المناعي، وإصابة في الرأس سببت تسرُّب السائل الدماغي – النخاعيCerebrospinal fluid
مما يزيد في خطورة المرض هو حدوث مضاعفاته والتي ممكن ان تكون مضاعفات عصبية وتكون أخطر وأسرع تطورا حيث تشمل ضرر عصبي دائم منه فقدان السمع, العمى, فقدان النطق وصعوبات في التعلم ومشاكل في السلوك وتلف في الدماغ والشلل وفي غضون أيام من الممكن أن تؤدي إلى صدمة والوفاة أو مضاعفات غير عصبية وتتضمن الفشل الكلوي والفشل في الغدة الكظرية.
يمكن لطبيب الأسرة أو الأطفال أن يشخص التهاب السحايا اعتماداً على التاريخ المرضي والفحص وبعض التحاليل ومن خلال الفحص سيحاول الطبيب إيجاد أي أعراض للالتهاب حول الرأس والإذن والحلق والجلد المغطي للعمود الفقري ومن هذه بعض التحاليل التشخيصية التي من الممكن أن تخضع لها
- مزرعة الحلق
- تحليل تفاعل انزيم البلمرة المتعدد (PCR)
- التصوير :أشعة X والأشعة المقطعية CT للصدر والرأس والجيوب الأنفية
- البزل القطني
ما يمكن للمريض فعله هو:
- الراحة قدر المستطاع حتى يحين موعد زيارة الطبيب
- شرب كمية كبيره من السوائل
- تناول عقار اسيتامينوفين (البنادول) لتخفيض الحرارة المرتفعة وتخفيف الأم الجسم
- تجنب تناول أي عقار مضاد للالتهاب غير ستيرويدي مثل الأسبرين فقد لا يكون آمنة عند المريض الذي لم يبدأ العلاج
- تجنب تناول أي عقار يسبب النوم .
على المريض أن يبقى في المنزل وأن لا يذهب إلى العمل أو المدرسة ,ويلازم زيارة الطبيب حتى يصل إلى التشخيص والعلاج في أقرب وقت ممكن.
والى اللقاء في مقال أخر أن شاء الله……
للاطلاع على المقالات السابقة اضغط هنا